كيف يكون الانسان محباً لله ؟

بسم الله الرحمن الرحيم : وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ  ــ ابراهيم 5

جاء في التفسير عن الامام الصادق عليه السلام (ذكرهم بنعم الله وآلائه ) فان في الحديث الشريف ما مضمونه بان تذكير الانسان نفسه بالنعم التي انعم الله تعالى به عليه من امثال نعمة الجمال والكمال ونعمة العقل والادراك ونعمة السمع والبصر والنعم الكثيرة

الاخرى التي لاتعد ولا تحصى لكثرتها ومميزاتها فان هذه النعم والتفكر بها تجعل الانسان المخلوق الضعيف يشعر بجميل هذه النعمة عليه ويتفكر بالمنعم بها له ويشعر بمحبة الخالق المنعم عليه .
فماذا لو كان الانسان غير مستوي الخلقة والقامة كالحالة التي عليها البهائم مثلاً فكم سيكون ذلك شاق وصعب عليه ؟ ولو كان بصره على راسه لا في وجهه فكم كان سيعاني من النظر الى الاشياء ؟ ولو كان مثلا كفه غير مبسوط واصابعه غير ممدودة كما عليه الطيور والدواجن فكم سيكون عليه من المشقة والصعوبة في مزاولة اعماله وقضاء حوائجه في الحياة اليومية ؟ الى غير ذلك من النعم الكثيرة التي لم يلتفت اليها الانسان الا عند فقدناها ومعرفة الحاجة اليها , فاذا تذكر الانسان هذه النعم احب الله تعالى حباً جما وكما هو محكوم عليه بالعقل من شكر المنعم فيكون الحب مضاعفاً لخالقه والمنعم عليه الا وهو الله سبحانه وتعالى الذي تلطف وترحم على عبده الضعيف بهذه النعم .

نسأل الله تعالى ان نكون ممن وصفهم في كتابه المجيد (والذين ءامنوا أشد حباً لله) البقرة 165