موقف التوراة من الشعب الاسرائيلي

التوراة (العهد القديم) : من خلال ما استعرضنا من نصوص كثيرة والتي تتحدَّث عن وصف الشعب اليهودي بالشِرّير والفاسد والخائن وعابد البَعْل وعشتاروث والشعب الغبي والمُتذمر والمُضَيِّع للفرائض والأحكام والناقض للعهود والمواثيق والمذابح .... إضافة إلى أنَّ هذا الشعب تجرأ على الأنبياء وحاربهم وقتلهم وصار يُخبر عنهم بأمور مكذوبة منها فعلهم الخطأ والكذب والخيانة والجريمة وسفك

الدماء وشرب الخمر والغناء والرقص وارتكاب الزنا بالمحارم وغير هذه الأمور الكثيرة التي تقدح باستقامتهم وعقلهم وعدالتهم وإنسانيتهم من أجل تبرير مواقف بني إسرائيل مما فعلوه من الفساد العظيم والعلو الكبير ، ولكنَّ العقل والكثير من نصوص كتابهم العهد القديم يكشف كذب بني إسرائيل ويفضح جرائمهم بحق الأنبياء والناس أجمعين من باقي الأُمم كما قرأنا ،  ثُمَّ يُشرَع السؤال وهو : كيف يختار اللهُ تعالى رُسُلاً يُمثلون إرادته ويُبلِّغون عنه وهُم بهذه المواصفات التي يرفضها ويرفض التعامل معها أقلُّ البُسَطاء من الناس وفي هذا نقض للغرض ؟ !!! ، إضافة إلى أنَّ إرسال وبعثة مَنْ يتصفون بهذه الصفات القبيحة هو خلاف العقل والحكمة وجلَّ الله تعالى علواً كبيراً عن فعل ذلك ، بل وصَلَ الحال بِبَنِي إسرائيل إلى تماديهم في طُغيانهم وتمردهم وعدوانهم  على الله جلَّ وعلا حيث وصفوه بأوصافٍ لا تليق بهِ ولا يَصِحُّ وصفَهُ بها كما قرأتم ، ولذا كانوا يستخفُّون باللهِ الخالق جلَّ وعلا فتركوه وذهبوا وراء عبادة العجل وعشتاروث وغيرهما ، وقتلوا الآلاف من أنبياءه وضيَّعوا كتابه وشريعته ، كما تحدَّث العهد القديم في مواطِن عديدة ذكرناها سابقاً ونؤكد على اثنين منها لبيان موقف العهد القديم هنا :

العهد القديم : سفر الملوك الأوَّل : 19 : وكانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إلَيهِ : (( مَا لَكَ ها هُنا يَا إيليَّا ؟)) 10 فَقالَ : (( قَد غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ إلهِ الْجُنودِ ، لأنَّ بَنِي إسْرائيلَ قَدْ تَرَكُوا عَهْدَكَ وَنَقَضُوا مَذابِحَكَ وَقَتَلُوا أنْبِياءكَ بالسَّيفِ ، فبقيتُ أنا وَحْدِي . وَهُمْ يَطْلُبونَ نَفْسِي لِيأخُذُوهَا ))  .  

العهد القديم : سفر الملوك الأوَّل : إصحاح 19 : 1 وَأَخبَرَ أَخْآبُ إيزَابَلَ بِكُلِّ مَا عَمِلَ إيليَّا ، وَكَيْفَ أَنَّهُ قَتَلَ الأنبياءِ بالسَّيْْفِ.   

 المصدر: كتاب جذور الاساءة للاسلام وللرسول الاعظم (ص) - لسماحة آية الله الفقيه السيد ابو الحسن حميد المقدس الغريفي -دام ظله-