موقع انصار الحجة عجل الله فرجه موقع انصار الحجة عجل الله فرجه

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

اضف تعليقك هنا .. شاركنا برأيك .. اي استفسار او اضافة للموضوع ضعه هنا
اذا احببت اختر التعليق باسم : ( الاسم / عنوان url ) اكتب الاسم فقط واترك الخيار الثاني فارغ
ثم اضغط على استمرار واكتب تعليقتك

ما هو مفهوم العداوة في الاسلام ؟

وهي ضد الصداقة والتي تعني الشحناء والنائرة المملوءة بالحقد والبغضاء .
يقول الرازي : العَدُوُّ ضدّ الوَلي والجمع (الأعداء) ، و(التَعَدِّي) مجاوزة الشيء إلى غيره ، و(العُدوان) الظُلم الصُّراح (1) .
وقد حذر الله تعالى الناس من العدو الأكبر لهم وهو الشيطان الرجيم الذي يأمرهم بكل سوء ويحثهم على الفساد والانحراف والفرقة كما في قوله تعالى:(2) [يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ].
وقوله تعالى:(3) [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ].

وقوله تعالى(1) : [إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ].
إذن الشيطان هو العدو الأكبر للإنسان حيث يسعى بأساليبه الخبيثة والمتنوعة لإيقاع العداوة والبغضاء بين الناس ويصدّهم عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة ، ويصبح لهذا الشيطان أتباع يُشيعون الضلالات والمفاسد والبدع ويستعملون آليات كثيرة هدّامة لتخريب الروح والفكر والبدن لأهداف وغايات وأسباب متعددة ويسلك المنحرفون متاهات الصراع العقيمة من أجل أهداف دنيوية دنيئة يُزَيّنها لهم الشيطان ، فصاروا يبتدعون من وحي خيالهم مبادئً وقيماً وأخلاقاً بديلة عن الأصيلة منها ، ويؤسسون لأنفسهم منظومة يقلبون فيها موازين الحق والعدل بذريعة التجديد ومواكبة النهضة المعاصرة للشعوب التقدمية حتى وضعوا لنُظمهم ومناهجهم اصطلاحات بَرَّاقة في ظاهرها ولكنها مقلوبة المضمون كالحداثة والمدنية والحرية وأمثالها توقعهم في فخ الشيطان فتُزَيِّن لهم مخالفة الحق والعدل والسلام .
وبالرغم من كلِّ ذلك فقد بَيَّنَ الإسلام الموقف العملي للدعاة إزاء العدو من أتباع الشيطان في مقام الدعوة والمحاجَّة في حال الخصومة العقدية والتشريعية والأخلاقية فقال لرسوله محمد (6)(2) : [وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ].

ومعنى ذلك أن يكون دفع الباطل ببيان الحق وليس بباطل آخر ودفع الغضب بالحلم وليس بغضب مُقابل ودفع الجهل بالعلم وليس بجهل آخر ودفع الإساءة بالعفو وليس بإساءة مُقابلة فإذا فعلت ذلك فإنَّ عدوك يُصبح كأنه ولي حميم شفيق ، وهذا الأسلوب الداعوي من أعلى وأكمل المراتب التي تحتاج إلى صبر عظيم ولذا قال تعالى :[وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ] ، فيبتعد بهذا التصرف الحكيم والصبر الجميل عن الصدام والمواجهة ويمتص به شدَّة العداوة و ويُخفِّف عن الحقد والبغضاء فيكون هذا دفعاً بالتي هي أحسن والذي يُمكن أن يتحول فيه العدو إلى صديق وهذا هو النتاج الداعوي الرسالي المطلوب .

وكان من جملة ما أمر به الله عزّ وجل في مقام العمل الداعوي في مواجهة المشركين وأهل الكتاب الذين هُم أعداء الرسالة والرسول والرساليين قوله تعالى:(1)[ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ] .

وأما من جهة الإساءة المعنوية والعدوان المادي وما يترتب عليه من قصاص وعقوبة فللإنسان الخيار بالرَدِّ بالمثل أو العفو بحسب ما يُناسب الموقف حيث هناك مَن لا يؤثر فيه العفو والصفح والإحسان ولا يخضع لمنطق الحق والعدل بل يُصِرُّ على التحدي والعدوان ولذا لا يُناسبه إلا المؤاخذة والقصاص ، وهناك مَنْ يؤثر فيه العفو فيكون مناسباً لاستمالته وكسبه و لا أقل من تأمين جانبه من جهة العدوان والمحاربة ، وقد قال تعالى في مقام العفو :(2) [ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ] ، وكما أفاد القرآن الكريم باتخاذ موقف العفو إلا أنَّه أجاز الرد بالمثل لجهة تحقيق القصاص والعدل كما ذكرنا ، ولذا ففي مقام ردّ العدوان فإنَّ الله تعالى يقول : (3) [فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ].

وكذا الحال في قوله تعالى(4) : [وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ

صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ] .

وحينما نتكلم عن العدو والعدوان والعداوة فإنَّ أمرها مفضوح ومعلوم للناس لظهور الحقد والبغضاء والتنافر والفعل العدواني ، وحينئذٍ لك أن تختار العفو والمعاملة بالتي هي أحسن كما لك أن تختار الردّ بالمثل لجهة القصاص بالعدل .

وقد تنشأ العداوة لأسباب كثيرة منها ؛ العصبية الدينية أو المذهبية أو الإلحادية أو النفاق أو الحسد أو الأنانية والمصالح الشخصية أو الخيانة والغيبة والنميمة والبهتان والكذب وشهادة الزور والتجسس وما إلى ذلك ، ولكل من هذه الأسباب حُكم شرعي وموقف رسالي يكشف فيه الحقيقة والواقع ولذا ينبغي مراعاة تطبيق الحكم لدرأ مفاسد هؤلاء الأعداء الذين يرتمون في أحضان الشيطان لكي لا تُمَرَّر وسائلهم التضليلية على الناس التي تؤدي إلى الإيذاء والإضرار بالآخرين وسلب حقوقهم واعتباراتهم المعنوية ، وهذا العمل الإجرائي اتجاه الأعداء لا يتنافى مع مبدأ إصدار العفو ، لأنَّ العفو نتيجة تحصل بعد كشف واقع هؤلاء الأعداء و سَدِّ المنافذ عليهم لكي لا تُستعمل ممارساتهم الشيطانية وتؤثر في الناس لغايات مريضة وخبيثة .

وبما أنَّ بحثنا عن الصداقة كان لابد لنا أن نراعي حقوق وضوابط هذه الصداقة لكي لا نخسر أصدقائنا ، ومن جملة ما يهدم أركان الصداقة كما ذكرنا هي الخيانة ، ولشيوع هذه الآفة الشيطانية في مجتمعاتنا وتأثيرها الكبير على الواقع الإنساني كان لابد أن نُخصِّص موضوعاً نتعرف فيه على معنى الخيانة .


المصدر: كتاب سلوك الطريق الى معرفة الصديق - لسماحة آية الله الفقيه السيد ابو الحسن حميد المقدس الغريفي -دام ظله-

عن الكاتب

إدارة الموقع

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

موقع انصار الحجة عجل الله فرجه