موقع انصار الحجة عجل الله فرجه موقع انصار الحجة عجل الله فرجه

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

اضف تعليقك هنا .. شاركنا برأيك .. اي استفسار او اضافة للموضوع ضعه هنا
اذا احببت اختر التعليق باسم : ( الاسم / عنوان url ) اكتب الاسم فقط واترك الخيار الثاني فارغ
ثم اضغط على استمرار واكتب تعليقتك

مراتب الصداقة

للصداقة مراتب بحسب تفاوت الأصدقاء علماً وإيمانا وتديناً وخُلُقاً فربما يوجد صديق ولكنه لا يرقى إلى مستوى صديقه في الرتبة العلمية والإيمانية والعبادية والأخلاقية فيبقى وجود التفاوت بالشكل الذي يخضع فيه المتعلم للعالم والعالم للأعلم والمؤمن للمتقي والقاضي للأقضى والمُخطئ للمعصوم والإمام للرسول ولكن هناك عناصر مشتركة بينهم تجمعهم ولو إجمالاً لتحقيق مفهوم
الصداقة منها ؛ الارتباط بالله تعالى والالتزام بالعهود والمواثيق وحفظ الصديق حيَّاً وميتاً والوفاء له والنصيحة وكتمان الأسرار وأن يكون مرآة صافية لصديقه وغير ذلك .

ثُمَّ إنَّ الصديق إنَّما يكون كفؤاً لصديقه إذا كان متصفاً برتبة إيمانية وولائية وسلوكية متساوية أو أقل منها بقليل ، ولذا كانت الرتبة الإيمانية والولائية والسلوكية لأبي ذر الغفاري على نحو المثال رتبة بمستوى عالٍ وبهذا لم يرقى لها الكثير من أصحابه لنيل رتبة الصداقة معه مما نتج عنه أنَّ أصحابه قد تركوه ولم يُناصروه رغم كونه من أصحاب الرسول (6) الصدوقين المخلصين الواعين وأنَّه على حق في مسيرته ومواقفه ولذا قال أبو ذر الغفاري (S)(1): [ما ترك الحق لي صديقاً] .

وهكذا الحال في صداقة العلماء ومعرفة منازلهم وتقييمها واحترام حقوقها ومراعاتها بما يُناسبها ومحاولة الإنسان الجادة للرقي بالنفس لصداقة العلماء الرساليين الأخيار والمحافظة عليهم والوفاء لهم من جهة كونهم أصدقاء متميزين أو علماء قادة أو رجال إصلاح وهداية وعبادة ، ومن صداقة العلماء يترقى الإنسان المتقي الواعي إلى صداقة المعصوم (B) (1) بمعنى أنَّه يُحسن الصُحبَة التي هي أعلى مراتبها الصداقة التي تتصف بمصداقية عالية إلى درجة اليقين مما تجعله لا يتردد ولا يشك في الحق إلى جنب المعصوم ولا يترك نصرة الحق رغبة أو رهبة وبالتالي فالصديق بهذا المستوى لا يكذب ولا يخون ولا يُنافق ولا يَحسد ولا يكون خصماً للمعصوم ولا يعصيه ولا يرتكب الكبائر وما إلى ذلك كما في صُحْبَة سلمان والمقداد وأبي ذر وعمار لرسول الله (6) وأمير المؤمنين (B)، وهكذا حال أنصار الإمام الحسين (B) وما قدَّموه من تضحيات عن إيمان وحب ودراية حتى منحهم شهادة خالدة في خطبته ليلة عاشورا فقال:(2)[أما بعد. فإني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي. ولا أهل البيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عنى خيرا].

وحقَّاً وصدقاً وعدلاً ما يقوله (B) حيث كان أصحابه على يقين بإمامة الحسين الواقعية وانكشاف الواقع لديهم وعدالة قضيتهم وبالتالي اندفاعهم نحو الشهادة إيمانا منهم بضرورة أداء الوظيفة الرسالية ولو بالاستشهاد ولم يترددوا في مواجهة أعداء الرسالة والرساليين ، ثُمَّ يوجد ما هو أعظم من ذلك وهو الصداقة المتبادلة بين المعصومين ، والصداقة بينهم لا تعني الصُحبة الحسنَة فقط بل أعظم من ذلك وهي المودة والخُلَّة في أعلى مراتبها كما في الصورة الرائعة بين أهل الكساء وهم أهل بيت النبوة وما عاشوه فيما بينهم من خلَّة في كلِّ مفاصل الحياة حيث الترابط المتصل والمتماسك في جهة الإيمان بالله تعالى والنسب الشريف الطاهر والوظيفة العملية التي لا تخرجهم عن دائرة العصمة.

ومن الجدير بالذكر أن نتكلم عن واقع معاصر على سبيل المثال وليس الحصر حيث نجد بيان الموقف الرسالي للمقاومين الإسلاميين في جنوب لبنان والوفاء لعلمائهم وقادتهم وشهدائهم ، ومما يُمكن الاستشهاد به ما جرى على الإمام موسى الصدر ورفيقيه في ليبيا من تغييب قسري ، فإنَّ المقاومة قامت وما زالت تُطالب بهم وبشدة وعلى كل المستويات لتخلية سبيلهم ولا أقل من الكشف عن مصيرهم وما زالوا على ذلك منذ ثلاثين عاماً مع اتخاذهم موقف قطع العلاقة الرسمية بين دولة لبنان ودولة ليبيا برئاسة الطاغوت معمر القذافي حيث أفادت القرائن والمعطيات المؤكدة أنَّ المخابرات الليبية قامت بهذا التغييب القسري للإمام موسى الصدر ورفيقيه ، وبعد هذا الانقطاع الطويل في العلاقات بين دولة لبنان وليبيا فإنَّ بعض السياسيين أراد للدولة اللبنانية الحضور في القمة العربية المنعقدة في الجماهيرية الليبية عام (2010م) وقال إلى متى هذا التقاطع وقد مرَّ على غيابهم زمن بعيد من دون نتيجة ؟، وينبغي تغليب مصلحة البلدين على الإصرار من موقف المقاطعة .

فأجابه أحدهم وهو من النصارى بقوله : بأنَّ جماعة السيد موسى الصدر من الشيعة الذين يُعرف عنه بالصبر الطويل على حقوقهم وارتباطهم برموزهم ، والعجيب مما هو معروف أنَّهم صابرون على انتظار إمامهم المهدي وقد مَرَّ على غيابه أكثر من ألف ومائتي سنة وحينئذٍ فما قيمة الثلاثين عاما إزاء هذا الانتظار الطويل لإمامهم .

وهذا النصراني يُدرك ميزة الشيعة من جهة ارتباطهم بأئمتهم وعلمائهم، وربما يحتاج إلى مثال أعظم من الانتظار وهو إقامة التعازي وإظهار الحزن والبكاء ونشر السواد منذ أكثر من ألف وثلاثمائة وسبعين سنة على استشهاد الإمام الحسين (B) وهُم يُجددون له الولاء والنصرة ويوعدون قاتليه الأخذ بالثأر منهم ومن الذين يرضون بفعلهم والذين يسيرون على نهجهم العدواني الظالم ، وبذلك فإنَّ الحق لا يضيع ما دام وراءه مطالب،ولذا ينبغي أن نكون قدر المسؤولية في حفظ ولاءاتنا الإيمانية وصداقاتنا وحقوقنا ، وأن نكون من الأوفياء لعلمائنا وقادتنا الرساليين وأصدقائنا الصدوقين ، وأن نكون أمناء على كلِّ ما من شأنه أن يدخل تحت مفهوم الأمانة من الأمور المادية والمعنوية .

" المصدر : كتاب سلوك الطريق لمعرفة الصديق "
لسماحة آية الله الفقيه السيد ابو الحسن حميد المقدس الغريفي -دام ظله-

عن الكاتب

إدارة الموقع

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

موقع انصار الحجة عجل الله فرجه