هل كان الامام علي سلام الله عليه على علم مسبق بقتل عثمان بن عفان وهل ان
من قتله من صحابة الامام (عليه السلام) وان كانو من صحابته كيف قتلوا عثمان
دون الرجوع اليه.
الاجابة: إن الأحداث التي أحدثها عثمان بن عفان إبان خلافته قد سلبت عنه هيبة الخلافة التي هي منصب ديني يترتب عليه الطاعة من الرعية، وإن المنكرين على عثمان لم يكونوا أقلية، بل كانوا جل أهل المدينة لا بل عموم الأقاليم التي وسعتها الدولة الإسلامية
آنذاك، وقد حذر أمير المؤمنين(عليه السلام) عثمان
مراراً وتكراراً لأجل أن يعدل عن سيرته فلم يرتدع ، فبلغ الوضع إلى أن زمام
الأمور قد أنفلت وأن الثورة على عثمان لا محيص عنها، ومع ذلك ولأجل ألا
يؤول الأمر إلى فتنة لا يمكن السيطرة عليها كان أمير المؤمنين(ع) يدخل على
عثمان إبان الحصار الذي ضرب عليه من قبل الناس، بل قد ذكر أرباب التاريخ
(ان ثبت) انه قد أرسل الحسنين (عليهما السلام) ليدافعا عنه في حال قرر
القوم قتله أو الهجوم على داره، رغم أنه (سلام الله عليه) كان يدرك أن
عثمان لو قتل فإنه مستحق للقتل, بل هذا الإدراك لم يكن حكراً عليه فجميع من
عاصر عثمان كان مدركاً لذلك، ولهذا السبب بالذات ظهرت الحملات الإعلامية
بالتحريض على قتله من قبل بعض الصحابة، ومن جملتهم عائشة التي كانت تقول
بصريح العبارة: (اقتلوا نعثلاً فقد كفر)، وقد أشار أمير المؤمنين(عليه
السلام) في بعض خطبه إلى جانب من سلوك عثمان بن عفان الذي ألب الناس عليه
فأطاحوا به كقوله في الخطبة الشقشقية (ثم قام ثالث القوم نافجاً حضنيه بين
نثيله ومعتلفه وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع
إلى أن أجهز عليه عمله وكبت به بطنته...) الخطبة.الاجابة: إن الأحداث التي أحدثها عثمان بن عفان إبان خلافته قد سلبت عنه هيبة الخلافة التي هي منصب ديني يترتب عليه الطاعة من الرعية، وإن المنكرين على عثمان لم يكونوا أقلية، بل كانوا جل أهل المدينة لا بل عموم الأقاليم التي وسعتها الدولة الإسلامية
وعلى هذا فسؤالكم عن علة عدم رجوع من قتل عثمان إلى أمير المؤمنين(عليه السلام) لأجل تحصيل الإذن غير سديد.
أولاً: لأن أمير المؤمنين(ع) لا يستطيع أن ينكر على هؤلاء ما كانوا عارفين على فعله بعد حصول الفتنه واشتداد أوارها,وبعد الصيحات المنطلقة عن أم المؤمنين بلزوم قتله، ولم يكن القوم باطوع لأمير المؤمنين(ع) من عائشة, ولو فرض أنه منعهم لعصوه بل ربما لقتلوه.
وثانياً: أن بعثه للحسن والحسين(عليهما السلام) حسبما ورد في تواريخهم لكي يدفعا عنه اغتيال القوم له حين حصاره دليل واضح بأنه لم يكن يريد ان تتطور الأمور إلى هذا المستوى، ولعله كان يرجو أن يرتدع عثمان عن أفعاله فيتم وأد الفتنة، ولذلك فإنه(ع) كان دائم النصح له، وهذا يدل فيما يدل عليه أنه كان يرجو أن يتوب عثمان عن أفعاله فيحقن دمه ولا تضطر الأمة إلى الدخول في صراعات لا يعلم إلا الله مدى خطورتها على الدين.
وقد صدّق الواقع التاريخي ظن أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فبعد أن قتل عثمان انفرط شمل الأمة وظهرت الأحزاب والتيارات المعارضة كحزب معاوية والخوارج وأصحاب الجمل وقد أشار أمير المؤمنين(ع) في خطبته الآنفة الذكر إلى ذلك قائلاً: (فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة ومرقت أخرى وقسط آخرون).
مركز الابحاث العقائدية
اضف تعليقك هنا .. شاركنا برأيك .. اي استفسار او اضافة للموضوع ضعه هنا
اذا احببت اختر التعليق باسم : ( الاسم / عنوان url ) اكتب الاسم فقط واترك الخيار الثاني فارغ
ثم اضغط على استمرار واكتب تعليقتك