آية الله السيد محمد علي الحكيم (قدس سره) |
الولادة والنشأة:
أبو محمد سعيد السيد محمد علي نجل السيد احمد الحكيم (قدس سره) ولد في جمادى الأولى عام (1329 هـ) في بيئة أبرز سماتها الورع والتقوى، تحت ظل والده العلامة الجليل السيد أحمد الحكيم، حيث التقى والورع والعلم والزهد، فنبت في تلك الرياض النضرة نبتة صالحة، سار من خلالها في طريق المعارف الدينية، حتى أصبح ـ بعد حين ـ شجرة باسقة، (تؤتي أُكُلَها كل حين بإذن ربّها).
كانت أسرته الخاصة التي نشأ في بيئتها تضم والده، ذلك الشيخ المتعب الكبير، المبتلى بأمراض عديدة، لكنه مع ذلك كان يسقيه من معارفه، ويفيض عليه من أخلاقه، ويغدق عليه بعطفه، كما تضم أخواله الثلاثة الأعلام، وهم: آية الله العلامة السيد محمود الحكيم، وآية الله السيد هاشم الحكيم، وأشهرهم وأبرزهم وأكثرهم صِلةً به هو آية الله العظمى مرجع الطائفة السيد محسن الحكيم (قدس سره).
فكانت نشأته الأولى بين هؤلاء الأعلام، يستفيد من تجاربهم، ويستقي من علومهم، ويتلقى منهم ما يَستَحسِنونه من غذاء روحي له ولأقرانه، وهو مع ذلك ليس بعيداً عن أسرته (أسرة آل الحكيم)، (وهم سادة نجباء، تبدو عليهم سمات الصلاح والدين... وهم منتشرون في محلات النجف، خرج منهم بعض أهل العلم ورجال الدين، وفيهم اليوم علماء وفضلاء، حازوا الرتبة السامية و المنزلة الرفيعة، كثر الله في رجال العلم أمثالهم).
كما أن البيئة العامة التي نشأ فيها هي بيئة النجف الأشرف العلمية، التي كانت ومنذ مهبط الشيخ الطوسي (قدس سره) بها مركزاً علمياً وجامعة دينية، ينتجع بتربتها كثير من طلاب العلم، حتى بدت مفعمة بروّاد العلم وأرباب الفضيلة، ومهبط العلماء ومنار الفكر، بحيث قد لا تجد أسرة تسكنها إلا ولها نصيب من العلم أو الأدب والفضيلة. هذه هي بيئته وهذا بلده ومجتمعه، ومنها أصحابه وأقرانه وأصدقاؤه وأخلاّؤه، نشأ بينهم وارتوى وأينع معهم.
كانت أسرته الخاصة التي نشأ في بيئتها تضم والده، ذلك الشيخ المتعب الكبير، المبتلى بأمراض عديدة، لكنه مع ذلك كان يسقيه من معارفه، ويفيض عليه من أخلاقه، ويغدق عليه بعطفه، كما تضم أخواله الثلاثة الأعلام، وهم: آية الله العلامة السيد محمود الحكيم، وآية الله السيد هاشم الحكيم، وأشهرهم وأبرزهم وأكثرهم صِلةً به هو آية الله العظمى مرجع الطائفة السيد محسن الحكيم (قدس سره).
فكانت نشأته الأولى بين هؤلاء الأعلام، يستفيد من تجاربهم، ويستقي من علومهم، ويتلقى منهم ما يَستَحسِنونه من غذاء روحي له ولأقرانه، وهو مع ذلك ليس بعيداً عن أسرته (أسرة آل الحكيم)، (وهم سادة نجباء، تبدو عليهم سمات الصلاح والدين... وهم منتشرون في محلات النجف، خرج منهم بعض أهل العلم ورجال الدين، وفيهم اليوم علماء وفضلاء، حازوا الرتبة السامية و المنزلة الرفيعة، كثر الله في رجال العلم أمثالهم).
كما أن البيئة العامة التي نشأ فيها هي بيئة النجف الأشرف العلمية، التي كانت ومنذ مهبط الشيخ الطوسي (قدس سره) بها مركزاً علمياً وجامعة دينية، ينتجع بتربتها كثير من طلاب العلم، حتى بدت مفعمة بروّاد العلم وأرباب الفضيلة، ومهبط العلماء ومنار الفكر، بحيث قد لا تجد أسرة تسكنها إلا ولها نصيب من العلم أو الأدب والفضيلة. هذه هي بيئته وهذا بلده ومجتمعه، ومنها أصحابه وأقرانه وأصدقاؤه وأخلاّؤه، نشأ بينهم وارتوى وأينع معهم.
أبوه وأمه:
من الطبيعي أن يكون للأب والأم الحظ الأوفر في بناء شخصية وليدهم وتعليمه وتربيته، ولم يكن سيدنا بعيداً عن ذلك، فقد كانت أمّه تلك المرأة الصالحة التقيّة بنت العالم الجليل المقدّس آية الله السيد مهدي الحكيم وأختُ الأعلام الثلاثة السيد محمود الحكيم والسيد محسن الحكيم والسيد هاشم الحكيم (قدس سرهم).
وأمّا أبوه فهو السيّد أحمد بن السيّد محسن الحكيم، (كان عالماً جليلاً ورعاً مقدّساً، ومن فضلاء الحوزة العلمية، ابتلي بعدة أمراض منعته من مواصلة دراسته، فكان يحث ولديه على طلب العلم والالتحاق بركب الحوزة)، كما أنه كان صبوراً متواضعاً كريمَ النفس، تخرَّج في الأبحاث العالية على يد آية الله الشيخ محمد المظفر، المتوفى سنة 1322، إلا أنه أصيب بأمراض عديدة تركته جليس الدار، حتى قضى نحبه وقد نيَّف على السبعين من عمره، وكانت وفاته في الخامس والعشرين من شهر ذي الحجة سنة1350هجرية، ودفن في إحدى مقابر الصحن الحيدري الشريف.
وأمّا أبوه فهو السيّد أحمد بن السيّد محسن الحكيم، (كان عالماً جليلاً ورعاً مقدّساً، ومن فضلاء الحوزة العلمية، ابتلي بعدة أمراض منعته من مواصلة دراسته، فكان يحث ولديه على طلب العلم والالتحاق بركب الحوزة)، كما أنه كان صبوراً متواضعاً كريمَ النفس، تخرَّج في الأبحاث العالية على يد آية الله الشيخ محمد المظفر، المتوفى سنة 1322، إلا أنه أصيب بأمراض عديدة تركته جليس الدار، حتى قضى نحبه وقد نيَّف على السبعين من عمره، وكانت وفاته في الخامس والعشرين من شهر ذي الحجة سنة1350هجرية، ودفن في إحدى مقابر الصحن الحيدري الشريف.
دراسته العلمية واساتذته:
لم يكن السيد محمد علي الحكيم (قدس سره) مختلفاً عن سائر أقرانه في الدخول إلى الكتاتيب (الملالي)، ليتعلّم هناك القراءة والكتابة حيث كان مألوفاً لدى الجميع، حيث يبتدئ الطفل بتعلّم الحروف الأبجدية، ثم قراءة القرآن الكريم، وهكذا يتدرج في معارفه وعلومه.
لكنه (قدس سره) لم يدُم هناك أكثر من شهر، لعدم استفادته منهم، فانتقل إلى التعلّم في البيت، حيث أصبح المعلّم الأوّل له ـ وهو ابن ست سنين ـ ولشقيقه السيد محمد الذي يكبره بثلاث سنوات تقريباً، أبوهما الجليل العلاّمة السيد أحمد الحكيم، فكان يُقْرِؤهما القرآن الكريم، مع تركيزه على القراءة الصحيحة، بل حتى المحسّنات فيها،كموارد الوقف والإدغام وغيرهما، وكان السيد الحكيم (قدس سره) ـ ولحسن خطه ـ يكتب لهما في لوح نحاسي يعرف باسم (المشق)، فيتعلّمان الكتابة والخط في دارهما أيضاً، بإشراف أبيهما (قدس سره).
وما أن أتمّ ختم القرآن الكريم ـ وهو بعد لم يتجاوز التاسعة من عمره ـ حتى ابتدأ بدراسة الكتب الحوزوية.
فدرس عند خاله آية الله السيد هاشم الحكيم الأجرومية وقطر الندى وشرح ابن الناظم على الألفية، ودرس عنده أيضاً القسم الأكبر من الباب الأول من مغني اللبيب، وكذا الباب الرابع منه، وإن كان خرج عنه في بعض الأقسام بالحضور عند حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن السيد ماجد الحكيم.
وشارك السيد يوسف الحكيم بدرس كتاب الحاشية لملا عبد الله في المنطق عند الإمام الحكيم (قدس سره)، فيما كان الإمام الحكيم آنذاك مشغولاً بتدريس المكاسب والكفاية والرسائل، وأتمّ الحاشية وتمام الشمسية عند آية الله الشيخ محمد تقي ابن الشيخ صالح آل الشيخ راضي، كما درس معالم الدين عند آية الله الشيخ محمد رضا المظفر. ثم إنه درس الكفاية عند مجموعة من أهل العلم، منهم آية الله السيد محمد البغدادي، والعلامة الجليل السيد محمد أمين الصافي.
أما الرسائل فكان أستاذه فيها والذي استفاد منه كثيراً هو المرحوم آية الله السيد ميرزا حسن البجنوردي، وكان (قدس سره) على علاقة وطيدة به، كما درس عنده قسماً من المنظومة للسبزواري، وحضر المكاسب عند آية الله الشيخ عبد الحسين الحلّي.
ثم إنه ابتدأ بحضور الخارج في الأصول عند آية الله العظمى الشيخ محمد حسين الأصفهاني في دورته الأخيرة، كما حضر درس المرحوم آية الله العظمى الشيخ آغا ضياء العراقي في الأصول، حيث حضر عنده قاعدتي الفراغ والتجاوز، إلا أن الدرس كان باللغة الفارسية وسيدنا غير متقن لها، فترك الدرس، كما أنه حضر البحث الخارج في الأصول عند آية الله الشيخ حسين الحلّي في دورته الأولى، حيث إن ابتداء الشيخ المذكور بالبحث الخارج كان على هيئة درس كتتميم لدرس الميرزا النائيني، وبعدها أصبح درساً عاماً، ومن ثَمّ كان درسه أشبه بالتعليق على تقريرات الميرزا النائيني.
أما الخارج في الفقه فلم يحضر إلا عند الإمام الحكيم (قدس سره)، حيث ابتدأ معه من بدايات مباحث شروط لباس المصلي، ثم إنه أعاد البحث من أول أبواب الفقه، فكان الحضور له (قدس سره) عنده تمام المستمسك.
كما حضر عند الإمام الحكيم (قدس سره) البحث الخارج على المكاسب، والذي كانت حصيلته فيما بعد كتابه المعروف بـ(نهج الفقاهة).
لكنه (قدس سره) لم يدُم هناك أكثر من شهر، لعدم استفادته منهم، فانتقل إلى التعلّم في البيت، حيث أصبح المعلّم الأوّل له ـ وهو ابن ست سنين ـ ولشقيقه السيد محمد الذي يكبره بثلاث سنوات تقريباً، أبوهما الجليل العلاّمة السيد أحمد الحكيم، فكان يُقْرِؤهما القرآن الكريم، مع تركيزه على القراءة الصحيحة، بل حتى المحسّنات فيها،كموارد الوقف والإدغام وغيرهما، وكان السيد الحكيم (قدس سره) ـ ولحسن خطه ـ يكتب لهما في لوح نحاسي يعرف باسم (المشق)، فيتعلّمان الكتابة والخط في دارهما أيضاً، بإشراف أبيهما (قدس سره).
وما أن أتمّ ختم القرآن الكريم ـ وهو بعد لم يتجاوز التاسعة من عمره ـ حتى ابتدأ بدراسة الكتب الحوزوية.
فدرس عند خاله آية الله السيد هاشم الحكيم الأجرومية وقطر الندى وشرح ابن الناظم على الألفية، ودرس عنده أيضاً القسم الأكبر من الباب الأول من مغني اللبيب، وكذا الباب الرابع منه، وإن كان خرج عنه في بعض الأقسام بالحضور عند حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن السيد ماجد الحكيم.
وشارك السيد يوسف الحكيم بدرس كتاب الحاشية لملا عبد الله في المنطق عند الإمام الحكيم (قدس سره)، فيما كان الإمام الحكيم آنذاك مشغولاً بتدريس المكاسب والكفاية والرسائل، وأتمّ الحاشية وتمام الشمسية عند آية الله الشيخ محمد تقي ابن الشيخ صالح آل الشيخ راضي، كما درس معالم الدين عند آية الله الشيخ محمد رضا المظفر. ثم إنه درس الكفاية عند مجموعة من أهل العلم، منهم آية الله السيد محمد البغدادي، والعلامة الجليل السيد محمد أمين الصافي.
أما الرسائل فكان أستاذه فيها والذي استفاد منه كثيراً هو المرحوم آية الله السيد ميرزا حسن البجنوردي، وكان (قدس سره) على علاقة وطيدة به، كما درس عنده قسماً من المنظومة للسبزواري، وحضر المكاسب عند آية الله الشيخ عبد الحسين الحلّي.
ثم إنه ابتدأ بحضور الخارج في الأصول عند آية الله العظمى الشيخ محمد حسين الأصفهاني في دورته الأخيرة، كما حضر درس المرحوم آية الله العظمى الشيخ آغا ضياء العراقي في الأصول، حيث حضر عنده قاعدتي الفراغ والتجاوز، إلا أن الدرس كان باللغة الفارسية وسيدنا غير متقن لها، فترك الدرس، كما أنه حضر البحث الخارج في الأصول عند آية الله الشيخ حسين الحلّي في دورته الأولى، حيث إن ابتداء الشيخ المذكور بالبحث الخارج كان على هيئة درس كتتميم لدرس الميرزا النائيني، وبعدها أصبح درساً عاماً، ومن ثَمّ كان درسه أشبه بالتعليق على تقريرات الميرزا النائيني.
أما الخارج في الفقه فلم يحضر إلا عند الإمام الحكيم (قدس سره)، حيث ابتدأ معه من بدايات مباحث شروط لباس المصلي، ثم إنه أعاد البحث من أول أبواب الفقه، فكان الحضور له (قدس سره) عنده تمام المستمسك.
كما حضر عند الإمام الحكيم (قدس سره) البحث الخارج على المكاسب، والذي كانت حصيلته فيما بعد كتابه المعروف بـ(نهج الفقاهة).
تدريسه:
من المعروف في الحوزة العلمية أن الطالب حين يتم درسه للمادة وفهمه لها يكون معرّضاً ـ خصوصاً إذا كان من المشتغلين ومن ذوي البيان الجيد لتدريسها إلى الطلاب المتأخرين عنه في المرحلة، فهو في الوقت الذي يكون فيه تلميذاً مستمعاً لأستاذه يكون أستاذاً يُنصَتُ إليه، ويستفاد منه في شرح مادة علمية، بلا فرق بين أن يكون ما يَدرسه ويُدرِّسه من علم واحد أو علوم مختلفة، بل ربما يوفق التلميذ بعدّة دروس أو عدّة حلقات لمادّة واحدة أو مواد مختلفة.
كما أن المألوف والمتعارف بين أبناء الحوزة العلمية أن الطالب حينما يكمل المادة التي يدرسها يبدأ بمباحثتها مع زميل له أو قرين، بأن يلقي الدرس عليه وكأنه أستاذه، ويكون الآخر طالباً مستمعاً، فإن وجد الطرف الآخر في المادة أو في شرحها وتوضيحها ما يثير إشكالاً أشكل عليها، وأوضح المطلب بالشكل الذي يرتضيه، وفي اليوم الآخر تتبدل الأدوار فالأستاذ في اليوم السابق تلميذ في اللاحق والتلميذ أستاذ، وهكذا يتدارسان المادة، حتى يأتوا على آخر الكتاب.
بل ربما يختار بعض المشتغلين من الطلبة طالباً أسبق منه مرحلة وأعلى درجة، بل قد تصل إلى أن يكون بمرتبة أستاذه، ليلقي عليه مادة الكتاب والآخر (الأكبر) مستمع ومنصت له، فإن أخفق أخذ بيده إلى الصواب، وإن أصاب أيّده وشدّ من أزره، وبالتالي يستفيد منه أكثر من حيث البيان، وفهم المادّة ونضوجها، بل قد يستفيد منه في الجانب التربوي أيضاً.
كل هذه الأساليب التي ذكرتها تكون منشّطة للطالب أكثر فأكثر، حتى تصقل موهبته، وتنضج مداركه، وتتضح المعلومة التي أخذها من أستاذه بسبب مرورها عليه مرةً بعد أخرى، بصور مختلفة وأساليب متعددة.
وكان الفقيد (قدس سره) قد مارس ـ في مراحله الدراسية ـ الأساليب المتقدمة الذكر، فكان كثير المباحثة، حيث قد تباحث كتاب الحاشية مع شخص واحد تسع مرات، مما أثّر في هيمنته عليها، وأصبح يدرّسها ـ بعد ذلك ـ من دون حاجة إلى تحضير.
وكذا الحال بالنسبة لشرح ابن الناظم على الألفية، فهو ـ بالرغم من صعوبتها وتشتت مطالبها ـ لازال يفسّر مبهماتها، ويسأل من يلتقي به من طلابها عن معضلاتها وخصوصياتها. ولم يقتصر على هاتين المادتين، بل تتعدى حافظته حتى إلى مطالب الكفاية والمكاسب والمستمسك، والتي أخذها طالباً ومرّ عليها مباحثاً ثم أستاذاً، ولست مبالغاً في ذلك، بل يعرف ما أقول كلُّ من له أدنى علاقة به.
ومن الطريف هو أنه قد زاره قبل وفاته بأشهر جمع من طلبة الجامعة وخرّيجيها و أساتذتها، فيتوجّه (قدس سره) بالنصح لهم، ثم يبدأ ـ ممازحاً لهم ـ بعرض مسألة في الحساب والهندسة، فاستطاع بعضهم حلّها، فوجّه إليهم مسألة ثانية وثالثة، حتى عجزوا عن الجواب، ووعده بعضهم بأن يأتيه بالجواب لاحقاً.
ولا نبتعد كثيراً، فقد قام (قدس سره) بتدريس الكتب الحوزوية مرات كثيرة، وخصوصاً المقدّمات، كما أنه درّس الكفاية عدة مرات، كان أولها للشيخ الجليل الشيخ محمد الشيخ راضي، حيث كانت له (قدس سره) رابطة خاصة به، لا زالت آثارها إلى يومنا هذا.
وكان منهجه في تدريسه لتلك الكتب العلمية مختلفاً عما هو المألوف، من توضيح عبارة الكتاب فقط، بل كان يتوسع إلى حدّ قد يصل إلى مستوى البحث الخارج، خصوصاً في تدريس كتاب المكاسب للشيخ الأنصاري، حيث كان يلقي أولاً على طلابه مطلب الكتاب الذي يُدرَس، ويوضّح كل الخصوصيات التي تتعلق به، ثم يقوم ـ وبعد وضوح المادة للطالب ـ بمحاكمة رأي المؤلف، ومناقشة مبانيه، وإذا كانت تلك المادة موافقة لرأيه شيّدها ودعمها بقضايا وشواهد، ملاحظاً في كل ذلك قابلية الطالب وسعة إدراكه.
ثم إن وجد في الطالب القابلية على الإشكال على الكتاب الذي يدرسه شجّعه ونظَّم له إشكاله، أو بيَّن له موارد الخلل فيه.
وكان لأسلوبه هذا فوائد جمّة، أعطت لطلابه الحيوية والقابلية على التفكير والاستنتاج والجرأة العلمية.
كما أن المألوف والمتعارف بين أبناء الحوزة العلمية أن الطالب حينما يكمل المادة التي يدرسها يبدأ بمباحثتها مع زميل له أو قرين، بأن يلقي الدرس عليه وكأنه أستاذه، ويكون الآخر طالباً مستمعاً، فإن وجد الطرف الآخر في المادة أو في شرحها وتوضيحها ما يثير إشكالاً أشكل عليها، وأوضح المطلب بالشكل الذي يرتضيه، وفي اليوم الآخر تتبدل الأدوار فالأستاذ في اليوم السابق تلميذ في اللاحق والتلميذ أستاذ، وهكذا يتدارسان المادة، حتى يأتوا على آخر الكتاب.
بل ربما يختار بعض المشتغلين من الطلبة طالباً أسبق منه مرحلة وأعلى درجة، بل قد تصل إلى أن يكون بمرتبة أستاذه، ليلقي عليه مادة الكتاب والآخر (الأكبر) مستمع ومنصت له، فإن أخفق أخذ بيده إلى الصواب، وإن أصاب أيّده وشدّ من أزره، وبالتالي يستفيد منه أكثر من حيث البيان، وفهم المادّة ونضوجها، بل قد يستفيد منه في الجانب التربوي أيضاً.
كل هذه الأساليب التي ذكرتها تكون منشّطة للطالب أكثر فأكثر، حتى تصقل موهبته، وتنضج مداركه، وتتضح المعلومة التي أخذها من أستاذه بسبب مرورها عليه مرةً بعد أخرى، بصور مختلفة وأساليب متعددة.
وكان الفقيد (قدس سره) قد مارس ـ في مراحله الدراسية ـ الأساليب المتقدمة الذكر، فكان كثير المباحثة، حيث قد تباحث كتاب الحاشية مع شخص واحد تسع مرات، مما أثّر في هيمنته عليها، وأصبح يدرّسها ـ بعد ذلك ـ من دون حاجة إلى تحضير.
وكذا الحال بالنسبة لشرح ابن الناظم على الألفية، فهو ـ بالرغم من صعوبتها وتشتت مطالبها ـ لازال يفسّر مبهماتها، ويسأل من يلتقي به من طلابها عن معضلاتها وخصوصياتها. ولم يقتصر على هاتين المادتين، بل تتعدى حافظته حتى إلى مطالب الكفاية والمكاسب والمستمسك، والتي أخذها طالباً ومرّ عليها مباحثاً ثم أستاذاً، ولست مبالغاً في ذلك، بل يعرف ما أقول كلُّ من له أدنى علاقة به.
ومن الطريف هو أنه قد زاره قبل وفاته بأشهر جمع من طلبة الجامعة وخرّيجيها و أساتذتها، فيتوجّه (قدس سره) بالنصح لهم، ثم يبدأ ـ ممازحاً لهم ـ بعرض مسألة في الحساب والهندسة، فاستطاع بعضهم حلّها، فوجّه إليهم مسألة ثانية وثالثة، حتى عجزوا عن الجواب، ووعده بعضهم بأن يأتيه بالجواب لاحقاً.
ولا نبتعد كثيراً، فقد قام (قدس سره) بتدريس الكتب الحوزوية مرات كثيرة، وخصوصاً المقدّمات، كما أنه درّس الكفاية عدة مرات، كان أولها للشيخ الجليل الشيخ محمد الشيخ راضي، حيث كانت له (قدس سره) رابطة خاصة به، لا زالت آثارها إلى يومنا هذا.
وكان منهجه في تدريسه لتلك الكتب العلمية مختلفاً عما هو المألوف، من توضيح عبارة الكتاب فقط، بل كان يتوسع إلى حدّ قد يصل إلى مستوى البحث الخارج، خصوصاً في تدريس كتاب المكاسب للشيخ الأنصاري، حيث كان يلقي أولاً على طلابه مطلب الكتاب الذي يُدرَس، ويوضّح كل الخصوصيات التي تتعلق به، ثم يقوم ـ وبعد وضوح المادة للطالب ـ بمحاكمة رأي المؤلف، ومناقشة مبانيه، وإذا كانت تلك المادة موافقة لرأيه شيّدها ودعمها بقضايا وشواهد، ملاحظاً في كل ذلك قابلية الطالب وسعة إدراكه.
ثم إن وجد في الطالب القابلية على الإشكال على الكتاب الذي يدرسه شجّعه ونظَّم له إشكاله، أو بيَّن له موارد الخلل فيه.
وكان لأسلوبه هذا فوائد جمّة، أعطت لطلابه الحيوية والقابلية على التفكير والاستنتاج والجرأة العلمية.
تلامذته:
1ـ آية الله السيد محمد حسين السيد سعيد الحكيم (قدس سره)
2ـ آية الله السيد محمد تقي السيد سعيد الحكيم (قدس سره)
3ـ آية الله الشيخ محمد علي العمري (قدس سره)
4ـ الشهيد آية الله السيد عز الدين بحر العلوم (قدس سره)
5ـ الشهيد آية الله السيد علاء الدين بحر العلوم (قدس سره)
6ـ الشهيد آية الله السيد جعفر بحر العلوم (قدس سره)
7ـ الشهيد الشيخ احمد السماوي (رحمه الله)
8ـ ولده العلامة السيد محمد تقي الحكيم
9ـ ولده العلامة السيد عبد الرزاق الحكيم (قدس سره)
10ـ ولده العلامة السيد محمد حسن الحكيم (قدس سره)
11ـ ولده العلامة السيد محمد صالح الحكيم
12ـ العلامة السيد محمد حسين السيد محمد صادق الحكيم
ثم إن جودة بيانه وسعة أفقه وسيطرته على المطالب العلمية أشاعت في الأوساط أن الذي يريد أن يوفق في الدراسة الأكاديمية فليحضر عند السيد محمد علي الحكيم فإنه يعطي المادة حقها، فقد ذكر ذلك بعض تلامذته من الأكاديميين القدامى من آل سميسم.
واللافت للنظر هو الاختلاف الفاحش في طبقات طلابه، مما يشير إلى استمرار عطائه مدة مديدة من الزمن.
ولم يكتف (قدس سره) ـ في شبابه ـ على الدرس والتدريس، بل كان اهتمامه منصبّاً ـ أيضاً ـ على نشر التراث الديني، حيث كان يعيش آنذاك ـ لعدم تيسر الطبع والنشر ـ في زوايا المكتبات الخاصة أو العامة في النجف الأشرف، حيث المخطوطات القديمة التي كانت تعلوها الأتربة في زوايا مهملة.
لكن بهمّة الشباب الناشئ، يتقدمهم الشيخ المظفر وثلة من أهل العلم، منهم الفقيد (قدس سره) أنشئ تجمع باسم (منتدى النشر)، والذي كان ذا محورين:
الأول: نشر المعارف الدينية، بتحقيق وطبع كتب الشيعة، حفاظاً عليها من الضياع والاندثار، وتيسيراً للاستفادة منها، فكان باكورة عملهم تحقيق كتاب (حقائق التأويل) ذلك السفر الخالد في تفسير القرآن، من تأليف السيد الشريف الرضي، ولم يعثر إلا على الجزء الخامس منه، فأنجز تحقيقه من قبل الشيخ الجليل آية الله الشيخ عبد الحسين الحلي.
الثاني: تدريس المعارف الدينية والعلوم الأدبية، من النحو والصرف والبلاغة والمنطق والأصول وغيرها مما تتناوله الحوزة العلمية في بحوثها، وكان الهدف هو أن يتم التدريس فيها بشكل منظم ومنهجية جديدة، على أن بعض المعارف بقيت على المنهجية القديمة، فكان الشيخ المظفر يدرّس المنطق، والشيخ علي ثامر يدرّس البلاغة، والفقيد (قدس سره) يدرّس النحو.
وبعد مرور سنتين انحل ذلك التجمع، وشُكل بعده تجمعٌ آخر بنفس الاسم، ولم يدخل الفقيد (قدس سره) فيه لظروف خاصة، وإن بقيت علاقته الوطيدة بجُل أفراد ذلك التجمع.
2ـ آية الله السيد محمد تقي السيد سعيد الحكيم (قدس سره)
3ـ آية الله الشيخ محمد علي العمري (قدس سره)
4ـ الشهيد آية الله السيد عز الدين بحر العلوم (قدس سره)
5ـ الشهيد آية الله السيد علاء الدين بحر العلوم (قدس سره)
6ـ الشهيد آية الله السيد جعفر بحر العلوم (قدس سره)
7ـ الشهيد الشيخ احمد السماوي (رحمه الله)
8ـ ولده العلامة السيد محمد تقي الحكيم
9ـ ولده العلامة السيد عبد الرزاق الحكيم (قدس سره)
10ـ ولده العلامة السيد محمد حسن الحكيم (قدس سره)
11ـ ولده العلامة السيد محمد صالح الحكيم
12ـ العلامة السيد محمد حسين السيد محمد صادق الحكيم
ثم إن جودة بيانه وسعة أفقه وسيطرته على المطالب العلمية أشاعت في الأوساط أن الذي يريد أن يوفق في الدراسة الأكاديمية فليحضر عند السيد محمد علي الحكيم فإنه يعطي المادة حقها، فقد ذكر ذلك بعض تلامذته من الأكاديميين القدامى من آل سميسم.
واللافت للنظر هو الاختلاف الفاحش في طبقات طلابه، مما يشير إلى استمرار عطائه مدة مديدة من الزمن.
ولم يكتف (قدس سره) ـ في شبابه ـ على الدرس والتدريس، بل كان اهتمامه منصبّاً ـ أيضاً ـ على نشر التراث الديني، حيث كان يعيش آنذاك ـ لعدم تيسر الطبع والنشر ـ في زوايا المكتبات الخاصة أو العامة في النجف الأشرف، حيث المخطوطات القديمة التي كانت تعلوها الأتربة في زوايا مهملة.
لكن بهمّة الشباب الناشئ، يتقدمهم الشيخ المظفر وثلة من أهل العلم، منهم الفقيد (قدس سره) أنشئ تجمع باسم (منتدى النشر)، والذي كان ذا محورين:
الأول: نشر المعارف الدينية، بتحقيق وطبع كتب الشيعة، حفاظاً عليها من الضياع والاندثار، وتيسيراً للاستفادة منها، فكان باكورة عملهم تحقيق كتاب (حقائق التأويل) ذلك السفر الخالد في تفسير القرآن، من تأليف السيد الشريف الرضي، ولم يعثر إلا على الجزء الخامس منه، فأنجز تحقيقه من قبل الشيخ الجليل آية الله الشيخ عبد الحسين الحلي.
الثاني: تدريس المعارف الدينية والعلوم الأدبية، من النحو والصرف والبلاغة والمنطق والأصول وغيرها مما تتناوله الحوزة العلمية في بحوثها، وكان الهدف هو أن يتم التدريس فيها بشكل منظم ومنهجية جديدة، على أن بعض المعارف بقيت على المنهجية القديمة، فكان الشيخ المظفر يدرّس المنطق، والشيخ علي ثامر يدرّس البلاغة، والفقيد (قدس سره) يدرّس النحو.
وبعد مرور سنتين انحل ذلك التجمع، وشُكل بعده تجمعٌ آخر بنفس الاسم، ولم يدخل الفقيد (قدس سره) فيه لظروف خاصة، وإن بقيت علاقته الوطيدة بجُل أفراد ذلك التجمع.
وصاياه لطلاب العلوم:
إن ما مر به الفقيد (قدس سره) في معترك هذه الحياة، حلوها ومرّها، ومضافاً لمراسه المعروف للعلوم الدينية وغيرها، طالباً وأستاذاً وعالماً كبيراً، تمر عليه هذه السنون الطويلة التي عاشها بتقلّباتها، لجدير بأن تسجل كلماته بأحرف من نور، يستضيء بها طلاب العلم المخلصون، وينظرون إليها بعين البصيرة، فتكون مساراً ومنهجاً وطريقاً معبداً لأهدافهم النبيلة، ونواياهم الصالحة.
كان (قدس سره) يوصي طلبة العلوم الدينية ـ وفي مجالسه الخاصة والعامة ـ بالتحلّي بصفات لا يمكن لطالب العلم التخلي عنها، وربما أردف وصاياه بتجربة مرّت به تناسب المقام.
أولاً: تقوى الله عزوجل. وكلمة التقوى ـ رغم قلة حروفها ـ تحمل في طياتها معاني كبيرة سامية، وهي وصية الله في خلقه: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته)، كما أنها وصية الأنبياء والرسل في أُممهم، وقد حثّ أئمة أهل البيت (عليهم السلام) شيعتهم عليها، وتعاهدها الأولياء فيما بينهم. وهي ـ بعدُ ـ ضرورية لطالب العلم، حيث تدور عليها رحى الدين الحنيف، فلولاها لتبدّلت الأحكام الشرعية تبعاً لرغبات النفس، أو محاباة للسلطان، ولكان العالم مرتعاً لنزعات الشيطان، ومن بابه تفتح أبواب كل شر، ولولاها لأصبح العلم مذمة لا مكرمة، والتفقه مزلّــة لا منقبة.
ثانياً: الإخلاص لله تعالى في العمل. فلابد أن يكون عمل طالب العلم خالصاً لوجه الله تعالى، كي يفيض عليه أسباب التوفيق، ثم يؤجره على عمله أعظم الأجر، وبذلك ترتفع درجاته ومنزلته عنده تعالى.
ثالثاً: الصبر، ولا يخفى ما في هذه الصفة من الأهمية في سبيل تحصيل النشاط العلمي والمعرفي.
رابعاً: الإصرار والمواظبة على طلب العلم، فإن طريق علوم أهل البيت (عليهم السلام) طويل، ولا تظهر ثمراته بسهولة، فلابد لطالب العلم من الإصرار عليه، وعدم التساهل فيه، مهما مرّ به من فتن ومحن، بل عليه أن يستوضح طريقه، ويسير على طبق موازينه الشرعية. وهذه الصفة واضحة في مسيرته (قدس سره)، حتى وصفه بعض الأعيان من تلامذته بأنه: (مواظب على طلب العلم)، وكثيراً ما كان يردّد: فآفة الطالب أن يضجرا أطلب ولا تضجر من مطلب في الصخرة الصماء قد أثرا ألا ترى الحبل بتكراره.
وأما عدم التساهل في طلب العلم عند اشتداد المحن فهو من أبرز صفاته، ففي مجلس من المجالس وجّه إليه بعض الأعلام اللوم في إلباس أولاده وأحفاده العمامة ـ خصوصاً مع ذلك السيل الجارف الذي مرّ بالعراق على وجه العموم، وعلى الأسرة على وجه الخصوص ـ، فما بدا منه أيّ اكتراث بهذا الكلام، وأجابه بشكل هادئ: (هذا عملي وأنا أفخر به)، فكان كله إصراراً وقناعة بذلك. كما أنه لم يكن يكترث ولا ينهزم مهما كانت العناوين والصور المسلّطة عليه، ومهما كانت الدعاية مضادة له.
خامساً: على الطالب أن يتقن درسه ويتأمل في المادة التي يدرسها، ويهتم بشؤونها، من حفظ شاهد، أو دفع إشكال، أو فتح عبارة غامضة، أو غير ذلك من الموارد المختلفة وفي المراحل العلمية المختلفة.
سادساً: لابد للطالب أن يلتزم بمذاكرة المسائل العلمية بمختلف المطالب والمراتب، ولا يتعالى على مادة نحوية كانت أو منطقية أو أصولية أو رجالية أو غير ذلك.
سابعاً: تحديد الهدف لطالب العلم وعدم الاكتفاء بالمسمى، فلابد من أن يقوم طالب العلم بتحديد ما يصبو إليه، سواء كان من أهل العلم بالمعنى الخاص، أو من الخطباء وأهل الكتابة والتصنيف، وعدم الخلط في ذلك، كي يحافظ على هدفه.
ثامناً: من وصاياه التي كان يدأب عليها هي مطالعة المادة الدراسية قبل الحضور عند الأستاذ، ليستعين الطالب بذلك على فهم ما يمكن فهمه، ويتوجه ـ فيما لا يفهمه لأستاذه، ليأخذ منه ما يشفي منه غليله.
كان (قدس سره) يوصي طلبة العلوم الدينية ـ وفي مجالسه الخاصة والعامة ـ بالتحلّي بصفات لا يمكن لطالب العلم التخلي عنها، وربما أردف وصاياه بتجربة مرّت به تناسب المقام.
أولاً: تقوى الله عزوجل. وكلمة التقوى ـ رغم قلة حروفها ـ تحمل في طياتها معاني كبيرة سامية، وهي وصية الله في خلقه: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته)، كما أنها وصية الأنبياء والرسل في أُممهم، وقد حثّ أئمة أهل البيت (عليهم السلام) شيعتهم عليها، وتعاهدها الأولياء فيما بينهم. وهي ـ بعدُ ـ ضرورية لطالب العلم، حيث تدور عليها رحى الدين الحنيف، فلولاها لتبدّلت الأحكام الشرعية تبعاً لرغبات النفس، أو محاباة للسلطان، ولكان العالم مرتعاً لنزعات الشيطان، ومن بابه تفتح أبواب كل شر، ولولاها لأصبح العلم مذمة لا مكرمة، والتفقه مزلّــة لا منقبة.
ثانياً: الإخلاص لله تعالى في العمل. فلابد أن يكون عمل طالب العلم خالصاً لوجه الله تعالى، كي يفيض عليه أسباب التوفيق، ثم يؤجره على عمله أعظم الأجر، وبذلك ترتفع درجاته ومنزلته عنده تعالى.
ثالثاً: الصبر، ولا يخفى ما في هذه الصفة من الأهمية في سبيل تحصيل النشاط العلمي والمعرفي.
رابعاً: الإصرار والمواظبة على طلب العلم، فإن طريق علوم أهل البيت (عليهم السلام) طويل، ولا تظهر ثمراته بسهولة، فلابد لطالب العلم من الإصرار عليه، وعدم التساهل فيه، مهما مرّ به من فتن ومحن، بل عليه أن يستوضح طريقه، ويسير على طبق موازينه الشرعية. وهذه الصفة واضحة في مسيرته (قدس سره)، حتى وصفه بعض الأعيان من تلامذته بأنه: (مواظب على طلب العلم)، وكثيراً ما كان يردّد: فآفة الطالب أن يضجرا أطلب ولا تضجر من مطلب في الصخرة الصماء قد أثرا ألا ترى الحبل بتكراره.
وأما عدم التساهل في طلب العلم عند اشتداد المحن فهو من أبرز صفاته، ففي مجلس من المجالس وجّه إليه بعض الأعلام اللوم في إلباس أولاده وأحفاده العمامة ـ خصوصاً مع ذلك السيل الجارف الذي مرّ بالعراق على وجه العموم، وعلى الأسرة على وجه الخصوص ـ، فما بدا منه أيّ اكتراث بهذا الكلام، وأجابه بشكل هادئ: (هذا عملي وأنا أفخر به)، فكان كله إصراراً وقناعة بذلك. كما أنه لم يكن يكترث ولا ينهزم مهما كانت العناوين والصور المسلّطة عليه، ومهما كانت الدعاية مضادة له.
خامساً: على الطالب أن يتقن درسه ويتأمل في المادة التي يدرسها، ويهتم بشؤونها، من حفظ شاهد، أو دفع إشكال، أو فتح عبارة غامضة، أو غير ذلك من الموارد المختلفة وفي المراحل العلمية المختلفة.
سادساً: لابد للطالب أن يلتزم بمذاكرة المسائل العلمية بمختلف المطالب والمراتب، ولا يتعالى على مادة نحوية كانت أو منطقية أو أصولية أو رجالية أو غير ذلك.
سابعاً: تحديد الهدف لطالب العلم وعدم الاكتفاء بالمسمى، فلابد من أن يقوم طالب العلم بتحديد ما يصبو إليه، سواء كان من أهل العلم بالمعنى الخاص، أو من الخطباء وأهل الكتابة والتصنيف، وعدم الخلط في ذلك، كي يحافظ على هدفه.
ثامناً: من وصاياه التي كان يدأب عليها هي مطالعة المادة الدراسية قبل الحضور عند الأستاذ، ليستعين الطالب بذلك على فهم ما يمكن فهمه، ويتوجه ـ فيما لا يفهمه لأستاذه، ليأخذ منه ما يشفي منه غليله.
نشاطه الاجتماعي:
ظهرت مرجعية الإمام الحكيم (قدس سره) في ظرف حرج من الجانبين السياسي والاقتصادي، مضافاً إلى ذلك وجود مشاكل كانت محيطة بالحوزة العلمية وتعقيداتها.
ولم يكن هدف الإمام الحكيم (قدس سره) وهو الرجل المحافظ على واقعيته أن يتصدى للمرجعية لكسب المراتب والعناوين، بل كان تصديه (قدس سره) من أجل رفع الحيرة عن المؤمنين في التقليد، ومن هنا كان نشاطه المرجعي تبعاً للظرف الذي يحتاجه مقلّده منه.
كما أنه كان كثير الارتباط برجال العلم، أمثال السيد محمد سعيد الحبوبي والشيخ باقر القاموسي (قدس سرهم) وغيرهم الكثير، وكذلك كان كثير الارتباط بالعشائر النجفية التي كانت ولا تزال تُكنّ له كامل الاحترام والتقديس، بل له من تراثه ـ كما سبق ـ علاقات السيد أحمد الحكيم والد السيد محمد علي الحكيم (قدس سره) وغيره من رجال الأسرة، علاقات ببعض المحترمين في بغداد وغيرها.
ولم يكن بوسع الإمام الحكيم (قدس سره) أن يتصدى لكل ذلك بمفرده، فكان للفقيد (قدس سره) دور في رفع الكاهل عن الإمام الحكيم (قدس سره)، وتقضية جميع شؤونه، حتى الاجتماعية منها، فكان أثر ذلك واضحاً بعلاقته (قدس سره) المتميزة مع عدد من الأسر العلمية، كآل المظفر، وآل القاموسي، وآل الخرسان، وآل الجواهري، وآل الشيخ راضي، حيث كانت تربطه بهذه الأسرة الأخيرة علائق وثيقة، حيث لا زال رجالهم ونساؤهم يكنّون له كامل الاحترام والمحبة والتبجيل.
وكما كانت روابطه بآل بحر العلوم لا تقصر عن التي سبقتها، وكذا له علائق وترابط مع آل البلاغي والأعسم وزيردهام وزيني ومرزة ومحي الدين وشمسة وغيرهم من العوائل المعروفة.
ولم يقف عند هذا الحد من النشاط الاجتماعي، بل تعداه إلى الإصلاح بين الناس في جملة من القضايا. ولم يكن اعتقال الأسرة في أيام المحنة وكبر سنه والظرف الحرج الذي كان يمر به العراق سبباً لتوقفه عن ذلك، بل كان يواصل الناس في ميادين شتى، من أفراح وأتراح وعيادة المرضى وغير ذلك من الحالات الاجتماعية التي يعيشها المجتمع.
ولا زالت ذاكرتي تحتفظ بخروجي معه لمواصلة المؤمنين وارتباطه بالناس، بل كان في تلك الفترة ـ على شدتها ـ وهو الوحيد من الأسرة، ملتزماً بمواصلة الناس.
ولم يكن هدف الإمام الحكيم (قدس سره) وهو الرجل المحافظ على واقعيته أن يتصدى للمرجعية لكسب المراتب والعناوين، بل كان تصديه (قدس سره) من أجل رفع الحيرة عن المؤمنين في التقليد، ومن هنا كان نشاطه المرجعي تبعاً للظرف الذي يحتاجه مقلّده منه.
كما أنه كان كثير الارتباط برجال العلم، أمثال السيد محمد سعيد الحبوبي والشيخ باقر القاموسي (قدس سرهم) وغيرهم الكثير، وكذلك كان كثير الارتباط بالعشائر النجفية التي كانت ولا تزال تُكنّ له كامل الاحترام والتقديس، بل له من تراثه ـ كما سبق ـ علاقات السيد أحمد الحكيم والد السيد محمد علي الحكيم (قدس سره) وغيره من رجال الأسرة، علاقات ببعض المحترمين في بغداد وغيرها.
ولم يكن بوسع الإمام الحكيم (قدس سره) أن يتصدى لكل ذلك بمفرده، فكان للفقيد (قدس سره) دور في رفع الكاهل عن الإمام الحكيم (قدس سره)، وتقضية جميع شؤونه، حتى الاجتماعية منها، فكان أثر ذلك واضحاً بعلاقته (قدس سره) المتميزة مع عدد من الأسر العلمية، كآل المظفر، وآل القاموسي، وآل الخرسان، وآل الجواهري، وآل الشيخ راضي، حيث كانت تربطه بهذه الأسرة الأخيرة علائق وثيقة، حيث لا زال رجالهم ونساؤهم يكنّون له كامل الاحترام والمحبة والتبجيل.
وكما كانت روابطه بآل بحر العلوم لا تقصر عن التي سبقتها، وكذا له علائق وترابط مع آل البلاغي والأعسم وزيردهام وزيني ومرزة ومحي الدين وشمسة وغيرهم من العوائل المعروفة.
ولم يقف عند هذا الحد من النشاط الاجتماعي، بل تعداه إلى الإصلاح بين الناس في جملة من القضايا. ولم يكن اعتقال الأسرة في أيام المحنة وكبر سنه والظرف الحرج الذي كان يمر به العراق سبباً لتوقفه عن ذلك، بل كان يواصل الناس في ميادين شتى، من أفراح وأتراح وعيادة المرضى وغير ذلك من الحالات الاجتماعية التي يعيشها المجتمع.
ولا زالت ذاكرتي تحتفظ بخروجي معه لمواصلة المؤمنين وارتباطه بالناس، بل كان في تلك الفترة ـ على شدتها ـ وهو الوحيد من الأسرة، ملتزماً بمواصلة الناس.
صلاته للجماعة:
اعتاد المؤمنون ـ بمختلف طبقاتهم وشتى أصنافهم ـ أن يتخذوا من بيوت الله موضعاً لعباداتهم وصلواتهم، آخذين بنظر الاعتبار الحثّ المتواتر عن أهل البيت (عليهم السلام) على التزام المساجد، والتردد عليها.
وكان لرجال العلم والحوزة العلمية الحظ الأكبر في ذلك، حيث زادوا على بقية المجتمع، بأن جعلوا المساجد محلّاً لدروسهم ومذاكراتهم العلمية. ومن الطبيعي في تلك المساجد التي تقام فيها صلاة الجماعة أن يكون الإمام هو القدوة فيها لغيره في سلوكه، وتزكيته لنفسه، وارتباطه بالله سبحانه وتعالى.
ومن هذا المنطلق وقع الاختيار على الفقيد (قدس سره) للصلاة بأحد المساجد في النجف في منطقة الجدَيْدَة الثانية، وكانت المنطقة حيوية، تعجّ بالتجار والكسبة، حيث سوق النجارين وشارع السدير، فابتدأ بالصلاة هناك، وكانت صلاته ذات أثر في نفوس المصلين.
وبعدها صلى في المسجد المشرف على فلكة الميدان، الواقعة أول شارع الإمام زين العابدين (عليه السلام)، ولم تطل المدة حتى انتقل بالصلاة إلى مسجد الهندي، أكبر مساجد النجف، فكان يصلي العشائين والسيد يوسف الحكيم يصلي الظهرين، وحتى اعتقال الأسرة في الخامس والعشرين من شهر رجب سنة 1403هجرية.
ثم بعد خروج الأسرة من السجن عاد إلى الصلاة في مسجد الهندي الظهرين والعشائين، وذلك في شهر جمادى الأولى سنة 1413هجرية، واستمر بالصلاة فيه ولم يتركها حتى حلّ التدهور الأمني بعد سقوط النظام في العراق، وإثر الاعتداء الآثم بتفجير مكتب ولده آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم في السادس والعشرين من شهر جمادى الثانية سنة 1424هجرية، فترك صلاة الجماعة، وبعدها عجز عن الخروج من المنزل لكبر سنه وشيخوخته.
كما أنه (قدس سره) كان يؤم المصلين ليلة الجمعة في رواق العباس (عليه السلام) قبل الاعتقال، ثم انقطعت بعده، حتى سنة 1413هجرية، فعاد إلى إقامة صلاة الجماعة في نفس المكان في الرواق الشرقي لضريح العباس، فكان المكان يكتظ بالمصلين، بحيث تصل إلى خلف الضريح المقدس، فضاقت الدولة بذلك ذرعاً ومنعته من الصلاة في المكان.
كما أنه كان يقيم صلاة الجماعة في حرم الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فجراً في شهر رمضان المبارك قبل الاعتقال.
وكان لرجال العلم والحوزة العلمية الحظ الأكبر في ذلك، حيث زادوا على بقية المجتمع، بأن جعلوا المساجد محلّاً لدروسهم ومذاكراتهم العلمية. ومن الطبيعي في تلك المساجد التي تقام فيها صلاة الجماعة أن يكون الإمام هو القدوة فيها لغيره في سلوكه، وتزكيته لنفسه، وارتباطه بالله سبحانه وتعالى.
ومن هذا المنطلق وقع الاختيار على الفقيد (قدس سره) للصلاة بأحد المساجد في النجف في منطقة الجدَيْدَة الثانية، وكانت المنطقة حيوية، تعجّ بالتجار والكسبة، حيث سوق النجارين وشارع السدير، فابتدأ بالصلاة هناك، وكانت صلاته ذات أثر في نفوس المصلين.
وبعدها صلى في المسجد المشرف على فلكة الميدان، الواقعة أول شارع الإمام زين العابدين (عليه السلام)، ولم تطل المدة حتى انتقل بالصلاة إلى مسجد الهندي، أكبر مساجد النجف، فكان يصلي العشائين والسيد يوسف الحكيم يصلي الظهرين، وحتى اعتقال الأسرة في الخامس والعشرين من شهر رجب سنة 1403هجرية.
ثم بعد خروج الأسرة من السجن عاد إلى الصلاة في مسجد الهندي الظهرين والعشائين، وذلك في شهر جمادى الأولى سنة 1413هجرية، واستمر بالصلاة فيه ولم يتركها حتى حلّ التدهور الأمني بعد سقوط النظام في العراق، وإثر الاعتداء الآثم بتفجير مكتب ولده آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم في السادس والعشرين من شهر جمادى الثانية سنة 1424هجرية، فترك صلاة الجماعة، وبعدها عجز عن الخروج من المنزل لكبر سنه وشيخوخته.
كما أنه (قدس سره) كان يؤم المصلين ليلة الجمعة في رواق العباس (عليه السلام) قبل الاعتقال، ثم انقطعت بعده، حتى سنة 1413هجرية، فعاد إلى إقامة صلاة الجماعة في نفس المكان في الرواق الشرقي لضريح العباس، فكان المكان يكتظ بالمصلين، بحيث تصل إلى خلف الضريح المقدس، فضاقت الدولة بذلك ذرعاً ومنعته من الصلاة في المكان.
كما أنه كان يقيم صلاة الجماعة في حرم الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فجراً في شهر رمضان المبارك قبل الاعتقال.
الجانب التربوي:
تحمل نفسه المباركة من الصفات الخلقية ما يعجز الوصف عنها، ثم هو مع ما يحمله يحاول أن يربي الآخرين عليه، ويوصيهم به، فهو دائماً فياّض على ولده وأهل بيته، بل وحتى من يرتبط به.
ثم نراه لا يفرض إرادته على أهل بيته بما يراه، بل يتعامل معهم بسجيّته المعروفة من كظم الغيظ وعدم الانفعال، ويبين لهم الفعل الصحيح أو الممدوح شرعاً أو غير ذلك، على اختلاف المناسبات، ونتيجة ذلك تتولد عند أهل بيته القناعة التامة بما يختاره، ونرى ذلك بوضوح عند جميع أفراد عائلته، حيث تتضح فيهم وفي من يرتبط به سمة وحدة الفكرة والقناعة.
وتبقى هذه أخلاقه مع كبر سنه وشيخوخته، ومن جميل ما قال فيه أحدهم: «ينبغي أن يُحتفظ به كَأَب، لا كعالم، ولا كغيره من الصفات»، فهو أب في جميع الحالات، رغم زخارة علمه وتنوع معارفه وسعة اطلاعه، هو أب مع أولاده، وهو أب مع أرحامه، والمقربون إليه من معارفه يشعرون بأبوته، وهو أب مع أحفاده حتى الصغار منهم، بل تبقى أبوَّته حتى مع أبناء أحفاده، فيأنسون به أشد الأنس، ويأخذون من نميره العذب كلما كانوا بمحضره المبارك.
ثم نراه لا يفرض إرادته على أهل بيته بما يراه، بل يتعامل معهم بسجيّته المعروفة من كظم الغيظ وعدم الانفعال، ويبين لهم الفعل الصحيح أو الممدوح شرعاً أو غير ذلك، على اختلاف المناسبات، ونتيجة ذلك تتولد عند أهل بيته القناعة التامة بما يختاره، ونرى ذلك بوضوح عند جميع أفراد عائلته، حيث تتضح فيهم وفي من يرتبط به سمة وحدة الفكرة والقناعة.
وتبقى هذه أخلاقه مع كبر سنه وشيخوخته، ومن جميل ما قال فيه أحدهم: «ينبغي أن يُحتفظ به كَأَب، لا كعالم، ولا كغيره من الصفات»، فهو أب في جميع الحالات، رغم زخارة علمه وتنوع معارفه وسعة اطلاعه، هو أب مع أولاده، وهو أب مع أرحامه، والمقربون إليه من معارفه يشعرون بأبوته، وهو أب مع أحفاده حتى الصغار منهم، بل تبقى أبوَّته حتى مع أبناء أحفاده، فيأنسون به أشد الأنس، ويأخذون من نميره العذب كلما كانوا بمحضره المبارك.
حالته الاجتماعية:
لآية الله السيد محمد علي الحكيم (قدس سره) ثمانية من الأبناء، 5 من الذكور، و3 من الاناث، أما الذكور:
1ـ آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم
2ـ العلامة السيد محمد تقي الحكيم
3ـ المرحوم العلامة السيد عبد الرزاق الحكيم (قدس سره)
4ـ الشهيد العلامة السيد محمد حسن الحكيم (قدس سره)
5ـ العلامة السيد محمد صالح الحكيم
1ـ آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم
2ـ العلامة السيد محمد تقي الحكيم
3ـ المرحوم العلامة السيد عبد الرزاق الحكيم (قدس سره)
4ـ الشهيد العلامة السيد محمد حسن الحكيم (قدس سره)
5ـ العلامة السيد محمد صالح الحكيم
وفاته:
حانت ساعت القدر وأذن الوقت بالرحيل شاء الله أن تخمد تلك الشعلة الوهاجة التي ظل عطاؤها سنين متطاولة. آن لذلك القلب أن يغفو ويلحق بعالم الملكوت حيث النعيم الأبدي حل وقت سكون تلك الروح العبقة الطيبة مودعة عالمنا بكل اطمئنان لتعود لبارئها ان شاء الله راضية مرضية.
في ليلة 22 ربيع الأول لعام (1432 هـ) وعند صلاة المغرب يسلم (قدس سره) نفسه ليرتحل الى ربه وبكل سكينة وهدوء تنقضي بموته حقبة من الزمن عاشها في النجف الأشرف مائة عام وزاد عليها ثلاثاً وها هو اليوم يرتحل ليكون مثواه الأخير في رحاب امير المؤمنين (عليه السلام).
كان في مرضه الذي ألمّ به أخيرا ولم يتجاوز الأسبوعين رغم شدتها عليه. تستعرض ما تلوناه سابقاً وبكل تفاصيله لكن بزمن متسارع. عابد ذاكر لا يفتر عن الذكر يهتم بالصلاة ويسأل عنها كل حين متوكلاً على الله حامداً شاكراً.
في تلك الساعات كانت حافظته ولياقته الطبيعية واهتمامه العلمي وتفقده للآخرين وفيها يسأل احفاده الشباب عن دروسهم.
ومع كل هذا كان يقول (قدس سره): (أنا أشعر أنني في بداية النهاية). كان كلامه هذا بالنسبة لنا لافتاً إذ ليس هناك ما يقلق لكن الذي يبدو أنه (قدس سره) كان ينظر بنور الله عزّوجل.
وفي صباح يوم السبت شيّع تشييعاً كبيرا في مدينة كربلاء المقدسة وفي يوم الأحد خرج التشييع من مسجد الشاكري في النجف الأشرف متجها الى الحرم العلوي الطاهر بتشييع مهيب حضره عدد كبير من الشخصيات الدينية والسياسية، وقد أمّ المصلين عليه نجله الأكبر المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (دامت بركاته) وبعد التوديع الأخير للحرم الطاهر حمل النعش الى مقره الأخير في مقبرة علماء الأسرة في مسجد الهندي، هذا وقد عطلت الحوزة العلمية دروسها ليوم واحد وأقيمت له الفواتح في مختلف البلدان.
في ليلة 22 ربيع الأول لعام (1432 هـ) وعند صلاة المغرب يسلم (قدس سره) نفسه ليرتحل الى ربه وبكل سكينة وهدوء تنقضي بموته حقبة من الزمن عاشها في النجف الأشرف مائة عام وزاد عليها ثلاثاً وها هو اليوم يرتحل ليكون مثواه الأخير في رحاب امير المؤمنين (عليه السلام).
كان في مرضه الذي ألمّ به أخيرا ولم يتجاوز الأسبوعين رغم شدتها عليه. تستعرض ما تلوناه سابقاً وبكل تفاصيله لكن بزمن متسارع. عابد ذاكر لا يفتر عن الذكر يهتم بالصلاة ويسأل عنها كل حين متوكلاً على الله حامداً شاكراً.
في تلك الساعات كانت حافظته ولياقته الطبيعية واهتمامه العلمي وتفقده للآخرين وفيها يسأل احفاده الشباب عن دروسهم.
ومع كل هذا كان يقول (قدس سره): (أنا أشعر أنني في بداية النهاية). كان كلامه هذا بالنسبة لنا لافتاً إذ ليس هناك ما يقلق لكن الذي يبدو أنه (قدس سره) كان ينظر بنور الله عزّوجل.
وفي صباح يوم السبت شيّع تشييعاً كبيرا في مدينة كربلاء المقدسة وفي يوم الأحد خرج التشييع من مسجد الشاكري في النجف الأشرف متجها الى الحرم العلوي الطاهر بتشييع مهيب حضره عدد كبير من الشخصيات الدينية والسياسية، وقد أمّ المصلين عليه نجله الأكبر المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (دامت بركاته) وبعد التوديع الأخير للحرم الطاهر حمل النعش الى مقره الأخير في مقبرة علماء الأسرة في مسجد الهندي، هذا وقد عطلت الحوزة العلمية دروسها ليوم واحد وأقيمت له الفواتح في مختلف البلدان.
رحم الله فقيدنا ورفع درجاته واسكنه الفسيح من جناته، وألحقه بأوليائه الطاهرين.
اضف تعليقك هنا .. شاركنا برأيك .. اي استفسار او اضافة للموضوع ضعه هنا
اذا احببت اختر التعليق باسم : ( الاسم / عنوان url ) اكتب الاسم فقط واترك الخيار الثاني فارغ
ثم اضغط على استمرار واكتب تعليقتك