الحجامة .. دواء لكل داء


الحجامة .. دواء لكل داء
موضوع منشور في مجلة انصار الحجة (عج)


الكلام عن الحجامة تلك السنة الكريمة التي اصبحت مهجورة ومجهولة بل منبوذة عند الانسان ، عادة لتحيى من جديد عبر آليات وطرق حديثة ، وقد توصل الطب الحديث الى نتائج باهرة حولها وحول آثرها العجيبة .
والحجامة ممارسة طبية قديمة ، عرفتها العديد من الحضارات الانسانية ، منها مصر القديمة التي عرفتها منذ عام2200 ق.م مروراً بالآشوريين عام3300 ق.م ، الى الصين شرقاً ، فالحجامة مع الابر الصينية أهم ركائز الطب الصيني التقليدي حتى الآن ، وقد عرف العرب القدماء الحجامة واستعملوها في علاجهم واعتبروها احدى اهم ركائز العلاج عندهم ، وجاء الاسلام فأقر هذه الممارسة وشرع لها ؛ فقد مارسها الرسول الاعظم (ص) ، ومارسها ائمة اهل البيت (ع) وكذالك الصحابة الكرام (رض) ، وحثت مدرسة أهل البيت (ع) عليها لما فيها من الأهمية البالغة للجسم ، فعن أبي سلمة ، عن معتب عن ابي عبد الله (الصادق) (ع) قال : الدواء اربعة : السعوط والحجامة والنورة والحقنة . الكافي . ج8 . ص192 .
وقال (ع) ايضاً : خير ما تداويتم به الحجامة والسعوط والحمام والحقنة .
وقال الباقر (ع): طب العرب في سبعة: شرطة الحجامة، والحقنة، والحمام والسعوط، والقيئ، وشربة عسل، وآخر الدواء الكي.
واليوم حيث تحيى هذه السنة النبوية من جديد ضمن تبني جمع كبير لها من الاطباء واصحاب الاختصاص إذ طرحت في المجاميع الطبية كاحدى اهمالطرق المعتبرة في مقام العلاج الطبي .

أدوات الحجامة :
للحجامة عدة ادوات وهي : كأس بفوّهة قطرها 5 سم به ثقب من جانبه ، موصول به خرطوم ، والخرطوم له محبس . يغطى فوهة الكأس ببالون مطاط ، ويستعمل الحجّام قفاز طبي ومشرط معقم .

مواضع الحجامة :
للحجامة ثمانية وتسعون موضعاً ، خمسة وخمسون منها على الظهر وثلاثة واربعون منها على الرأس والوجه والبطن ، ولكل مرض مواضع معينة للحجامة من جسم الانسان ، وأهم هذه المواضع (وهو مشترك في كل الامراض) ، (الكاهل) : الفقرة السابعة من الفقرات العنقية أي في مستوى الكتف واسفل الرقبة ، و(الهامة) : أعلى الرأس أو وسطه ، و(اليافوخ) : وسط الرأس حيث إلتقى عظم مقدم الرأس ومؤخره . فعن أحمد بن أبي عبد الله رفعه إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام، قال: احتجم النبي صلى الله عليه واله في رأسه وبين كتفيه ـ الكاهل ـ وفي قفاه ثلاثا، سمى واحدة " النافعة " والاخرى " المغيثة " والثالثة " المنقذة ".
وعن أبي عبد الله قال: الحجامة في الرأس هي المغيثة تنفع من كل داء إلا السام ، وشبر من الحاجبين إلى حيث بلغ إبهامه ثم قال: ههنا . الكافي . ج8 . ص160 .
وعنه (عليه السلام): الحجامة في الرأس شفاء من سبع: من الجنون والجذام والبرص والنعاس ووجع الضرس وظلمة العين والصداع. وعنه (عليه السلام) قال: الحجامة تزيد العقل وتزيد الحافظ حفظا.

اوقات الحجامة :
ورد عن أهل البيت (ع) ان لحجامة اياماً خاصة واوقاتاً معينة ومنها :
ما ورد عن الصادق (عليه السلام) قال: من احتجم في آخر خميس في الشهر آخر النهار سل الداء سلا. وعنه (عليه السلام) قال: إن الدم يجتمع في موضع الحجامة يوم الخميس، فإذا زالت الشمس تفرق، فخذ حظك من الحجامة قبل الزوال.
و من كتاب الخصال عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: قلموا أظفاركم يوم الثلاثاء، واستحموا يوم الاربعاء، وأصيبوا من الحجامة حاجتكم يوم الخميس، وتطيبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة.
ووايضا ما ورد عنه (عليه السلام): الحجامة يوم الاحد فيها شفاء من كل داء.
ومن لم يلحق الوقت فاليقرأ آية الكرسي ويحتجم في أي وقت شاء ، فعن الصادق (عليه السلام) قال: اقرأ آية الكرسي واحتجم أي وقت شئت.

فوائد الحجامة :
بالحجامة يُعاد الدم لنصابه الطبيعي في الجسم ، هذا بالإضافة إلى إزالة الشوائب والدم التالف والفاسد عن التخلص منه في أوانه ، مما يعود بالفائدة في تنشيط الدورة الدموية ، ويدر على الجسم وصاحبه علاجاً ووقاية من العديد من الأمراض . ومن المعروف أنَّ الرجل البالغ إذا تخطّى سن العشرين توقف نموه ، مما ينعكس بدوره سلبياً على نشاط الكريات الدموية ، حيث يزداد الدم الفاسد والهرم في جسم الرجل ويتمركز في أهدأ منطقة في الجسم ألا وهي الظهر ، مما يعرقل سريان الدم في الجسم ، وهو ما يعوق عمل الكريات الفتية ، وهذا بدوره هو الآخر ينعكس على الجسم فيضعف ، ويصبح عرضة وفريسة سهلة للأمراض ، فإذا احتجم المرء اندفع الدم النقي النشيط يغذي الخلايا والأعضاء كلها ويزيل عنها الرواسب والفضلات والغازات الضارة ، ويترتب على ذلك زوال الضغط عن الجسم وزوال الأمراض ، حيث يتمتع المرء بصحة أفضل ويصبح أكثر مقاومة للأمراض .
للحجامة فوائد كثيرة وهي فيما يقرب من ثمانين حالة ما بين مرض وعرض ، وذلك طبقاً لنتائج الخبرة العملية التي سجلها الممارسون هنا وهناك ومن تلك الحالات على سبيل المثال : الروماتيزم ، الروماتويد ، والنقرس ، والشلل النصفي ، والكلى ، وضعف المناعة ، والبواسير ، وتضخم البروستات والغدة الدرقية ، والضعف الجنسي ، وارتفاع ضغط الدم ، وقرحة المعدة ، والقولون العصبي ، وضيق الاوعية الدموية ، وتصلب الشرايين ، والسكر ، ودوالي الساقين والخصية ، والسمنة ، والنحافة ، والعقم ، والصداع الكلي والنصفي ، وامراض العين والكبد والكلى ، وضعف السمع ، والتشنجات ، وضمور خلايا المخ ، ونزيف الرحم ، وانقطاع الطمث ، وغير ذلك ن الاراض الكثيرة ....
وينصح بتناول السكر بانواعه بعد الحجامة فقد روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه احتجم، فقال: يا جارية هلمي ثلاث سكرات، ثم قال إن السكر بعد الحجامة يرد الدم الطمي ويزيد في القوة .

موانع الحجامة :
لا يوجد أي مانع للحجامة طبياً وشرعياً .



هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

اضف تعليقك هنا .. شاركنا برأيك .. اي استفسار او اضافة للموضوع ضعه هنا
اذا احببت اختر التعليق باسم : ( الاسم / عنوان url ) اكتب الاسم فقط واترك الخيار الثاني فارغ
ثم اضغط على استمرار واكتب تعليقتك

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع انصار الحجة عجل الله فرجه - النجف الاشرف