موقع انصار الحجة عجل الله فرجه موقع انصار الحجة عجل الله فرجه

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

اضف تعليقك هنا .. شاركنا برأيك .. اي استفسار او اضافة للموضوع ضعه هنا
اذا احببت اختر التعليق باسم : ( الاسم / عنوان url ) اكتب الاسم فقط واترك الخيار الثاني فارغ
ثم اضغط على استمرار واكتب تعليقتك

المنهجية في بناء دولة المؤسسات - د . عادل عبد الجبار زاير أستاذ في كلية الآداب جامعة الكوفة

ان الشعوب العريقة تكتسب اصالتها من المخاضات الفكرية التي تمر بها عبر مراحل زمنية مختلفة ؛ وما يبدوا في ظاهر الامر انه انحطاط او تراجع ؛ فهذا يعدوا أمراً طبيعياً في عالم الانسانية لان الشعوب لاتموت ولان تجديد الفكر الانساني وتعزيز الاثر الحضاري للشعوب يتطلب الصدمات التي تحدثها الازمات المترتبة على سوء التطبيق للفكر في مرحلة زمنية معينة تنعكس آثارها السلبية على المجتمع عامة .
فهنا لا نبحث عن ترميم فكري ولا ندعو الى هدم اعراف ؛ بل ندعوا الى قراءة واعية ناضجة يرتفع بها الفكر الحر الحي الى قبول حقيقة الانتماء الوجداني الى هذا المكان المسمى - العراق- أولا ؛ والى خصوصية الفكر ثانياً ؛ وان نجعل حب العراق منطلقاً للبناء الحقيقي ثالثاً ، ومن ذلك فإن الاطياف والقناديل الملونة في فضاء العراق لا تعدوا سوى زينة يملها الناظر عند وصول اول ركب جديد !
ان ما يمر به العراق اليوم من أزمات في ظاهرها صرعات سياسية ؛ او اطماع فردية او عرقية بغية الحصول على منافع آنية او مستديمة ؛ على الرغم من وجود الرموز الوطنية الساعية الى الخير بقلوب بيضاء كتب عليها ضمير العراق ؛ وانما هي تعبير عن عدم نضوج الفكر الحي الداعي الى غيرة حقيقية على معنى الانتماء الوطني وتعبير عن عدم وضوح الرؤية الفكرية لما يجري في العراق وذلك لان المسميات السياسية والاجتماعية اريد لها ان تبقى في اطار ما وضع من مخططات اقليمية او دولية غايتها المشتركة ان لا يحب العراقي عراقه .
ولا نستطيع الجزم بان العراقيين اليوم بلا فكر وطني يجمعهم وانما هي لحظات الانطلاق نحو البناء على أسس فكرية متينة فلابد من وجود التفاوت في الفهم وفي الخطوات .
وفي ذلك المسير نتعلم من دجلة والفرات فهُما في تباعدهما يرسمان حقيقة أزلية في البعد الجغرافي هي لابد من الالتقاء في نقطة المصب الواحد على الرغم من تنوع التضاريس وتعدد الفروع فلا يوجد في العالم نهران عظيمان يلتقيان في وطن واحد غيرهما فهما مخلصان للعراق ما داما فيه .
فالاخلاص للوطن هو المنطلق في منهجية بناء دولة المؤسسات الرسمية للدولة العراقية التي عليها ان تشرع بوضع القوانين التي تضمن صحة البناء ودقته وديمومته ، فضلاً عن ذلك على الدولة ان تتدرج في بناء هذه المؤسسات على اساس تلبية متطلبات الشعب الاساسية حتى لا تقع في أزمات تؤخر مسيرة البناء لان النجاح الرسمي الذي يتحقق في اطار شعبي يكتسب سمات الديمومة ؛ وان كان يسبب في بعض مواضعه قلقاً لأصحاب الفكر المظلم والحاسدين الذين موات الفكر الانساني .
   وهكذا الدولة تستطيع ان تقدم ضمانات كاملة لحماية الفكر الحر في مرحلة البناء ولكن يمكنها ان تدافع عن البناء المتحقق من خلال تغذية الفكر السياسي بالفكر الحر المحب للوطن .
يقدم الخطاب الاعلامي اليوم الفكر العراقي الحي بطريقة ظالمة وكأنه لا يعرف غير كشف العيوب وصب اللعنات على هذا البلد .
   وآختفت من الساحة الفكرية العقول المحاصرة والمغيبة بسبب الارهاب او عدم وضوح الرؤية ومع ذلك لم يسلم الصامتون لانهم يحبون العراق !!
   لذلك ينبغي ان نرد على هذا الخطاب من خلال ترسيخ منهجية مستقلة في بناء مؤسسات الدولة تعتمد على قوانين تعرّف الناس بحقوقهم وواجباتهم بما يحقق لهم المستوى المقبول من  العيش الرغيد ؛ كي لا ينظروا الى المؤسسة الرسمية على انها قاعدة عسكرية عليهم اقتحامها ومصادرة ما فيها عند حدوث اول ازمة ؛ فالحل هو ان نجعل الانسان هو روح المؤسسة ومحركها ؛ وليس دمه الزاكي الذي يراق لغايات غير سامية في حلبة الصراع المظلم .
   يجب على الرموز السياسية والوطنية المتقلدين للمناصب ان يطمروا الفجوات بينهم وبين طبقات الشعب ؛ فلا يظهرون امام الناس كمن يريد ان يحتكر كل شيء لنفسه بل يغتصب من حقوقهم ؛ بل لا بد من الوصول الى نقطة التقاء عند المصب الواحد الذي يحكمهُ قانون لا يخلّ بالنظام الفكري والسياسي ويحفظ هيبة الوطن وكرامة الانسان بل ودمهُ الشريف ؛ ومن دون ذلك فكل ما نفعله ينهدم عند حدوث اول ازمة نضطر الى العودة للبداية ولا نستطيع تعويض الخسائر فضلاً عن فقدان الثقة .
وفي الختام نؤكد على ضرورة إشراك الشعب في بناء دولة المؤسسات - حقاً وواجباً - ؛ وجعل المؤسسة حقيقة شعبية تعبر عن غرس جديد يمثل الهوية الوطنية ؛ وننمي ذلك باكتشاف الطاقات الخلاقة والافكار المبتدعة التي تحوّل الغرس الى غروس تنجي ثمارها الاجيال القادمة ، فيذكر التاريخ أهل البناء في صفحات بيضاء .   

عن الكاتب

إدارة الموقع

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

موقع انصار الحجة عجل الله فرجه