موقع انصار الحجة عجل الله فرجه موقع انصار الحجة عجل الله فرجه

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

اضف تعليقك هنا .. شاركنا برأيك .. اي استفسار او اضافة للموضوع ضعه هنا
اذا احببت اختر التعليق باسم : ( الاسم / عنوان url ) اكتب الاسم فقط واترك الخيار الثاني فارغ
ثم اضغط على استمرار واكتب تعليقتك

شقاوة الانسان

 

الموضوع منشور في مجلة انصار الحجة (عج) العدد 24
من مقالات آية الله المقدس الغريفي دام ظله

 عجباً من ابن آدم كَمْ هو شقيٌ في وقاحته وجرأته وخبثه ولؤمه وعداوته ، يرى الأشياء مقلوبة ، فالقبيح عنده حسنٌ ، والمنكر معروفٌ ، والحرام حلالٌ ، والباطل حقٌ ، والظلم عدلٌ ، والوضيع شريفٌ ، والجاهل عالمٌ ، والفاسق مؤمنٌ ، والخائن أمين ، وهكذا العكس بالعكس ، فقيرٌ في نفسه وعبْدٌ لغيره وذليل عند حاجته وأسير لهواه لا يُبالي بالحدود ولا يستحي من الموجود ولا يلجأ إلى ركن وثيق ولا يهتدي بمشورة صديق ، جبانٌ مع أعداءه مُستأسد على أرحامه ، يستعدي على أخوته ويطعن أبناء جلدته ، فلا يُحارب إلا أخاه ولا يحسد إلا شقيقه ولا يتمرد إلا على أسرته ولا يشتم إلا قبيلته ولا يخون إلا وطنه ولا يتهم إلا البريء ولا يتجرأ إلا على المسكين ولا ينتفض إلا على العالم ولا يُرهب إلا المستضعف ولا يقهر إلا المأسور ولا يقتُل إلا المظلوم  ولا يسرق إلا الفقير ولا يلتصق إلا بالحمقى والمنافقين ، دينه الدينار والدرهم ، حُبّه لدنياه وولاءه لهواه ، يبغي السلطة والشهرة ، يأخذه العُجُب من نفسه ويغتَّر بأعماله ويطغى على أسياده ، يدين بالرياء ويصحب السُفهاء ويَمُنُّ على الضعفاء فيُصيب الناس منه المنّ والأذى ، وهذا حال الأغبياء المُفلسين والدُخلاء على الدِّين وأتباع الأحزاب والسلاطين الذين يعتمدون المصلحة والهوى والسلطة والأنا ، فتنطلق منهم شرارات الغضب والحقد والحسد والخيانة والغدر والعصبية الحمقاء من عالم الشعور أو اللاشعور في أنفسهم فيُمارسوا التآمر والانقلاب ويصطفوا مع الأعداء ليأكلوا لحوم أخوتهم وأبناء جلدتهم وأرباب الفضل عليهم بالغيبة والتجريح والتشهير لفرض مُخططات عدوانية ومآرب شيطانية  تستلذ بها نفوسهم المريضة وأبدانهم المُتخمة العريضة ليتسلطوا على البلاد والعباد ، ولكن لا يملئ جوف ابن آدم إلا التُراب ، ونهاية المطاف خزي وعار في الدنيا وعذاب في الآخرة ، وتأبى النفوس المؤمنة الأبية إلا قول الحق وفعل الخير والاتصاف بمكارم الأخلاق والاقتران بشامخي الأعناق في الدنيا والآخرة .
وبالتأكيد أنَّ الإنسان العاقل السوي والمؤمن القوي هو مَن يُراجع نفسه ويُصحح أخطائه ولا يتمادى في ظلمه وعدوانه وطغيانه فيحتكم إلى شرع الإسلام الصحيح ومنطق العقل السليم وينجذب إلى قواعده الإنسانية والنُظم العقلانية والأخلاق الإلهية بعيداً عن المؤثرات البهيمية التي تُفقده توازنه وإنسانيته بتغلبها على قوته العقلية والعياذ بالله ، ولذا ينبغي أن نسلك بأنفسنا جميعاً سُبُل الخير والصلاح ، ونعتمد جانب التعاون والفلاح ، ونتحلى بالمودة والرحمة ، ونلتزم العدالة في التقييم ، والمواقف ، والحكم ، لأنَّها مسؤولية شرعية وعلمية وأخلاقية ، وأن نتجنب الظلم والخيانة والغدر والأنانية ، وأن نُحارب الإرهاب النابع عن دوافع شخصية وطائفية وعرقية ، هكذا علَّمنا الإسلام ، وهكذا هي سيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) والعلماء الرساليين (رحم الله الماضين منهم وحفظ الله الباقين) ، وهكذا ينبغي أن تكون سيرة الناس أجمعين ، فإذا تحملنا الرسالة بوعي وأدَّينا الأمانة بصدق ومارسنا الوظيفة بإخلاص وارتبطنا بالإمام الحق نكون حقاً من العارفين الصالحين والممهدين لظهوره (عجل الله تعالى فرجه الشريف) والمناصرين له في غيبته وظهوره لإقامة دولة العدل العالمية والمجتمع الفاضل والسلام الشامل.
 وقال تعالى : (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) الحج/41 .

عن الكاتب

إدارة الموقع

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

موقع انصار الحجة عجل الله فرجه