الموضوع منشور في مجلة انصار الحجة (عج) العدد 24
من مقالات آية الله المقدس الغريفي دام ظله
يوجد اليوم في عالمنا الكثير من الأذلاء الخانعين ممن يتمظهرون كذبا وزورا بالتحرر وهم عبيد لأهوائهم ونزعاتهم الشيطانية وأطماعهم الدنيوية ، ويرفعون بكل قباحة ووقاحة راية العزة والكرامة في حين أنَّهم يركعون ويسجدون ذُلاً وعاراً لمقام أعدائهم وخصومهم وظالميهم من أتباع الشيطان بالذهاب صاغرين إلى مقراتهم والاعتذار منهم والتذلل لهم والتسكع عندهم من دون أن يستشعروا الخزي والعار أو أنَّهم يستلذون به لتجانس تلك الطبائع وتوافقها بعضها مع بعض ، وهذا ناجم عن عمق حالة التشيطن والبُعد عن العقلانية والاعتدال والتدين والاستقامة فيفتضح حالهم وينكشف زيفهم ويشيع ذلهم ويلحقهم الخزي والعار في الدنيا والآخرة ، وفي مقابل ذلك يتحسس هؤلاء الأذلاء من الإعتذار وسلوك طريق الشرع والاعتدال إتجاه المؤمنين الذين وقعوا ضحيةً لخيانة وغدر وتآمر وتشهيرهؤلاء الأذلاء بهم ظلماً وعدوانا ، وعند ذلك يُمكن القول : رحم الله أمرءٍعرف قدر نفسه ، وأعطاها ما تستحق وألبسها ما يُناسبها لكي لا تتخزى وتفتضح ، وقد صدق المولى تعالى بقوله : (ولله العزّةُ ُولرسُولِهِ وللمُؤمنينَ ولَكِنَّ المنافقين لا يَعلمون) المنافقون /8 ، ومن وصايا أمير المؤمنين (ع) : (من أراد عزّاً بلا عشيرة ، وهيبة من غير سلطان ، وغنى من غير مال ، وطاعة من غير بذل ، فليتحول من ذل معصية الله إلى عزِّ طاعته ، فإنَّه يجد ذلك كلّه) ، إذن العزة والكرامة في طاعة الله تعالى ، والذل والمهانة في طاعة الشيطان ، ومن يبغي وراء ذلك فإنَّما هو مريض نفسياً و يعيش إنفصام الشخصية أو النفاق الإجتماعي والديني ويغش نفسه بهذه المسلكية وقد قال تعالى : (مَن كانَ يُريدُ العِزةَ فلله العِزَّةُ جميعا إليهِ يصعَدُ الكَلِمُ الطيِّبُ والعَمَلُ الصالحُ يَرْفَعُهُ والذينَيَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أولئكَ هُوَ يَبُورُ) .
اضف تعليقك هنا .. شاركنا برأيك .. اي استفسار او اضافة للموضوع ضعه هنا
اذا احببت اختر التعليق باسم : ( الاسم / عنوان url ) اكتب الاسم فقط واترك الخيار الثاني فارغ
ثم اضغط على استمرار واكتب تعليقتك